No Script

ربيع الكلمات

الكويت... مركز العمل الإنساني

تصغير
تكبير

عرفت الكويت حكاماً ومحكومين العمل الخيري والإنساني منذ نشأتها، منذ أكثر من 300 سنة، ووصلت خيراتها إلى شتى بقاع العالم، فقد وصلت إلى الهند واندونيسيا، وجزر الملايو، والشام وفلسطين، والعراق، وبلاد فارس، ونجد، والزبير، وشرق أفريقيا، وغيرها من البلدان، بحكم طبيعة أهل الكويت التجارية وتنقلهم بين تلك الدول وغيرها.

وفي عهد الشيخ جابر الأول بن عبدالله حاكم الكويت من عام 1814 إلى 1859، والذي اشتهر بجابرالعيش حيث كان يساعد الفقراء والمحتاجين، وكذلك وقفية الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني سنة 1783 والتي كانت خير شاهد على أن العمل الخيري ومساعدة الفقراء والمحتاجين مترسخة ومتجذرة في قلوب ووجدان الكويتيين.

والمدرسة الأحمدية تم إنشاؤها في عام 1921، وقد تأثرت المدرسة بنقص الموارد المالية في البداية، فقد قام سلطان إبراهيم الكليب بحملة تبرعات لصالح هذه المدرسة، وبلغ إجمالي التبرعات آنذاك نحو 13 ألف روبية يتم تجميعها كل عام، كما تعهّد أمير دولة الكويت آنذاك المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح بسداد ألفي روبية كل عام واستمر بسداد هذا المبلغ لفترة تقترب من 15 سنةً، حتى جرى تكوين مجلس المعارف، وذلك في عام 1936.

وبالعصر الحديث، هناك دور بيت الزكاة الكويتي والجمعيات الكويتية، مثل جمعية الاصلاح الاجتماعي والنجاة واحياء التراث والعون المباشر والسلام وصفا وغيرها الكثير، إضافة إلى اللجنة الشعبية لجمع التبرعات التي أُسست العام 1945 بمبادرة أهل الخير من مجموعة من تجار الكويت الأفاضل. وهذه المؤسسات تبرز الوجه الحضاري للكويت لما تقدمه من خدمات جليلة من مساعدة المعوزين والمحتاجين وصناعة الابتسامة على وجوههم.

وفي مثل هذا اليوم في التاسع من سبتمبر عام 2014، سميت الكويت «مركزاً للعمل الإنساني» تقديراً لما تقدمه الكويت من خير للعالم أجمع وسمي سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائداً للعمل الإنساني، وهذا لم يأتِ من فراغ وإنما عرفاناً وتقديراً من قِبل الأمم المتحدة لدور دولة الكويت حكومة وشعباً، في الوقوف إلى جانب شعوب العالم، ومؤتمرات المانحين الدولية الثلاثة تبين ذلك، حيث عقد الأول في يناير 2013، وتبرعت فيه الكويت بمبلغ 300 مليون دولار أميركي، فيما ارتفعت قيمة التبرعات الكويتية في المؤتمر الثاني الذي عقد في يناير 2014، إلى 500 مليون دولار، وتبرعت بمبلغ مماثل في المؤتمر الثالث الذي عقد في مارس 2015.

كذلك شاركت الكويت في مؤتمر المانحين الرابع لسورية الذي استضافته لندن في فبراير 2016، وقدمت فيه الكويت مبلغ 300 مليون دولار على مدى 3 سنوات.

لذلك يعتبر العمل الخيري أحد الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للكويت، إذ عرفت بمبادراتها الإنسانية منذ ما قبل استقلالها، والتي استهدفت مناطق عدة في العالم، بعيداً عن المحددات الجغرافية والدينية والعرقية.

وتعد الجمعيات الخيرية في دولة الكويت علامة بارزة في ساحات العطاء الإنساني، وهذا بفضل تحركاتها الميدانية السريعة في المناطق المختلفة، وهي التي تندرج تحت جزء من الواجب الإنساني والذي يعبر عنه الموقف الرسمي للكويت، فالجمعيات الخيرية في الكويت تحاول إغاثة المنكوبين في حالات الكوارث والنكبات والحروب.

قال تعالى: «إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شُكورا».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي