«يكفيني التكريم الذي يأتي من الجمهور»

أسمهان توفيق لـ «الراي»: أتمنى وضع تمثال لكل فنان... أثرى الساحة


أسمهان توفيق
أسمهان توفيق
تصغير
تكبير

«لا أنتظر التكريم من أحد... بل أكتفي بمحبة الجمهور»!

هكذا جاء ردّ الفنانة القديرة أسمهان توفيق عمّا إذا كانت قد حصلت على التكريم الذي تستحقه، إزاء ما قدمته من أعمال أثرت الساحة الفنية في الكويت والخليج على مدى عقود مضت، وقدمت خلالها قرابة الـ100 عمل تلفزيوني، إلى جانب عدد من المسرحيات، ومشاركة يتيمة في السينما.

توفيق، أيدّت في حوار مع «الراي» أن يُوضع تمثال لكل فنان، أعطى للفن بحب وإخلاص، سواء من رحلَ عن دنيانا، أو غيره ممن يواصل العطاء إلى الآن، وذلك تقديراً لجهوده المضنية.

وعن جديدها، كشفت الفنانة القديرة الغطاء عن عملين قصيرين يتم التحضير لهما حالياً، تمهيداً لعرضهما على المنصات الرقمية، بينما ألمحت إلى مشاركتها في أعمال أخرى، تخوض بها السباق الدرامي لشهر رمضان العام 2022.

• فلنبدأ من آخر أعمالك الدرامية... ماذا تحضرين حالياً لجمهور الشاشة الصغيرة ؟

- لديّ مسلسلان يتألفان من 8 حلقات، الأول بعنوان «عند شارع 9» من تأليف الكاتب محمد الكندري ومن إخراج حسين أبل، في حين تولى المنتج أحمد البريكي مهمة إنتاجه، وهو دراما اجتماعية تحمل الشيء الكثير من التشويق.

أما بخصوص العمل الثاني، فيأتي بعنوان «حوبتي» مع الفنانة إلهام الفضالة، علماً أن العملين سيتم تصويرهما قريباً، لعرضهما على المنصات الرقمية.

وإن شاء الله سيكون هناك المزيد من الأعمال الدرامية، خصوصاً تلك التي تتعلّق بشهر رمضان المبارك، لكننا ما زلنا في طور التحضيرات الأولية وبمرحلة قراءة النصوص، إذ لم يتم الشروع بأي عمل إلى الآن.

• ما «الكراكترات» المنوط بِك تأديتها في هذين المسلسلين؟

- ستكون لكل شخصية خصوصيتها، وظروفها النفسية والانفعالية، بالإضافة إلى القصة الحياتية الخاصة بها، وبناء على تركيبة الشخصية أقوم بوضع ملامح الدور سواء كنت أؤدي دور الأم أو الجدة.

• لماذا نراك تنحازين دوماً إلى التمثيل التلفزيوني، حيث تلامس أعمالك قرابة الـ100 مسلسل، في حين لديك مشاركات قليلة في المسرح، ووحيدة في السينما ؟

- لأن الأعمال التلفزيونية هي المسيطرة على الساحة الفنية في الخليج. فلو نظرنا إلى المحاولات السينمائية الشبابية، لوجدنا أنها لا تعدو كونها مجرد تجارب.

و«بدون زعل»، لا يمكنني القول إنه لدينا حركة إنتاج ضخمة في صناعة السينما، علماً أن هذه المحاولات جيدة ومدروسة في طريق الفن السابع، ولكننا في الوقت ذاته نواجه مشكلة حقيقية، وهي أن الوجوه في الدراما التلفزيونية نراها تتكرر في الأعمال السينمائية وحتى المسرحية.

وعلى ذكر المسرح، فلو وجدت نصاً جيداً على غرار النصوص التي كانت تنسج في السابق لما ترددت، سواء كان محتواها كوميدياً أم تراجيدياً، فالمهم أن تكون صياغة النص بشكل احترافي.

• هل ترينَ أن عرض الأعمال على المنصات الرقمية هي مسألة وقت، بسبب قلة الطلب من جانب القنوات التلفزيونية إزاء ما تكابده في أزمة «كورونا»؟

- لا أعتقد ذلك. ففي ظل المتغيرات العالمية التي أفرزتها أزمة «كورونا»، صار المصير مجهولاً وغير واضح بالنسبة إلى الكثيرين، فلم نعد ندري إلى أين نحن سائرون، خصوصاً في منطقتنا الخليجية والعربية، الأمر الذي كان له انعكاس كبير على الاقتصاد، فأصبحت المنصات الرقمية بالنسبة إلى المنتج بمثابة الاستثمار الآمن، من خلال صناعة أعمال قصيرة، مثل الخماسيات والسباعيات وغيرها.

• ما صحة ما يشاع أن الدراما الخليجية سوف تصبح من الماضي، وبأن الأعمال السينمائية هي البديل عنها؟

- أستبعد هذا الأمر، بل ستبقى الأعمال التلفزيونية هي السائدة، لأنه كما أسلفت لا تزال التجارب السينمائية بسيطة ولم نرَ «تجربة فذة» إن صح التعبير، وهي الآن في مرحلة التجريب والتطوير.

• أبدعتِ ككاتبة في عشرات الأعمال الدرامية خلال السنوات السابقة، على غرار «للحياة ثمن» و«عمود البيت» وغيرهما الكثير، فلماذا توقفتِ حالياً عن التأليف؟

- لم أتوقف عن التأليف، بل ما زلت أكتب بعض الأعمال وأحفظها على «اللاب توب» كلما سنحت الفرصة، بعدما كانت الكتابة في السابق تتم على الورق.

ولكن كما تعلمون أن الأجر المادي للكاتب القديم ذي الخبرة الطويلة في المجال الفني ليس كأجر الكتّاب الجدد، لذلك فإن المنتج قد يتأخر أحياناً في التعاون أو الدفع للكتّاب القدامى.

• هل من نصوص جديدة قمتِ بكتابتها ؟

- بالطبع لديّ نصوص جديدة وجريئة أيضاً، ولكن الرقابة تفرض علينا طريقة معينة في الكتابة، وأنا لست ضد هذا الشيء، ولكنني أطمح إلى المزيد من المساحة لكي نطرح قضايا شائكة بشكل موضوعي وغير مبتذل، خصوصاً أن الانحلال الأخلاقي في مواقع «السوشيال ميديا» أصبح حدّث ولا حرج، لذلك ينبغي أن تلتزم كل الأطراف المنتجة للأعمال الفنية بتقديم ما يليق بعاداتنا وتقاليدنا، «واللي ماعنده أصل... يروح يدوّر له على أصل».

• هل نحن في أزمة نصوص حقيقية أم مفتعلة ؟

- ليس لدينا أزمة نصوص على الإطلاق، غير أن الأزمة تكمن في أن البعض من المؤلفين الشباب لا يتقبلون النصيحة أو النقد البنّاء، بالإضافة إلى مشكلة أخرى وهي مساواة الأجور بين الكتّاب الكبار والمبتدئين، وهذا غير منطقي. عدا ذلك، فلدينا كتّاب شباب متميزون، وقد يكون البعض منهم لديه هنّات في الكتابة، إلا أن ذلك لا يقللّ منهم، فكل كاتب سيتعلم مع الوقت، وإن شاء الله يكون لدينا المزيد من المؤلفين الجيدين، ممن نتوسم فيهم النجاح ونتأمل منهم إثراء الساحة الفنية الخليجية بكتاباتهم.

• لو قررتِ الشروع في كتابة عمل من دون قيود رقابية، فما القضايا التي تعتزمين طرحها ؟

- سأقوم بإعادة طرح كل القضايا من الألف إلى الياء، فنحن لدينا موضوعات اجتماعية لا حصر لها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون الرقابة ذاتية، حتى يتم تسليط الضوء على قضايا المجتمع ومعالجتها بكل شفافية، بلا تجريح أو إسفاف.

• يعتبر مسلسل «الناموس» آخر عمل حقبوي شاركتِ به كممثلة، فهل تعجبك هذه النوعية من الأعمال دون غيرها ؟

- بكل تأكيد. وللعلم، شاركت في مسلسل «الناموس» كضيفة شرف بطلب من المنتج عبدالله بوشهري والكاتب محمد أنور، والحمدلله أنه ومن خلال 6 مشاهد فقط تم إسنادها إليّ، نجحنا في صناعة دور لطيف وجميل، خصوصاً أنني أعشق الأدوار التراثية، لأنها تعود بي إلى الماضي الجميل.

• تتجلّى براعتك التمثيلية في أجمل صورها خلال أدائك للأدوار التراثية، فهل للبيئة التي ولدتِ فيها علاقة بذلك ؟

- الأمر ليس له علاقة بالبيئة التي عشتها، فالعلاقة تكمن في دراسة الشخصية وكل ما يتعلّق بتلك الحقبة الزمنية، ومن خلال هذه الدراسة، يمكنني وضع خطوط للشخصية ويتم بناء «الكراكتر» على هذا الأساس، فالموضوع يتعلّق ببراعة الممثل في الأداء... هكذا أعتقد.

• في كل عمل تشاركين فيه تضعين بصمتك الخاصة والمؤثرة حتى وإن كان دورك محدوداً، فكيف تقومين بذلك ؟

- هذا هو دوري كممثلة في إثراء الدور ووضع بصمتي فيه. وكما قلت في السطور السابقة، حين عُرض عليّ تقديم 6 مشاهد فقط في مسلسل «الناموس»، انتابتني الحيرة في بادئ الأمر لصعوبتها، وهو ما دفعني إلى الجلوس مع الكاتب محمد أنور لوضع الانفعالات الخاصة بهذه الشخصية، لأن الحيرة في أداء المشاهد القليلة أصعب بكثير من الحيرة في تجسيد الأدوار الطويلة، فالأخيرة يمكن تأسيسها وترجمة أحاسيسها بسهولة.

والحمدلله أن شخصية «موضي» التي قدمتها في الحلقات الأخيرة من «الناموس» لاقت تفاعلاً من جانب المشاهدين.

• عندما تشاهدين مسرحية «على هامان يا فرعون» في الوقت الحالي، التي تقاسمتِ بطولتها مع العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا والفنان القدير سعد الفرج، فهل تعتقدين أنها كانت سابقة لعصرها ؟

- «على هامان يا فرعون» لم تكن سابقة لعصرها، بل قامت بطرح القضايا السائدة في وقتها.

هكذا كان الشكل والمضمون المسيطر على الحركة المسرحية في تلك الحقبة، ولو تلاحظون كل الأعمال التي قدمتها الفرق المسرحية وقتذاك، لرأيتم أنها دائماً ما تتعلّق بالشكل والمضمون.

• هل حصلت أسمهان توفيق على التكريم الذي تستحقه ؟

- لا أنتظر التكريم من أحد. بل إن التكريم الذي يأتي من الجمهور يكفيني، حيث يسعدني دائماً بعبارات الثناء والترحيب، ويفتقدني كلما غبت عنه قليلاً، لذلك أعتبر محبة الجمهور هي أفضل ما يمكن أن يتوّج مسيرة الفنان.

• هل تؤيدين أن يُنصب تمثال لكل فنان قدير؟

- لِمَ لا. هذا يعد نوعاً من التقدير والتكريم للفنان، وأتمنى أن يُوضع تمثال لكل زملائي الفنانين الذين رحلوا عن دنيانا، وغيرهم ممن يواصلون العطاء بحب وإخلاص للفن والمجتمع، تقديراً لجهودهم المضنية في إثراء الحركة الفنية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي