هناك بعض الأمور التي يجب أن تناقش بصوت عال وواضح لا لبسَ فيه... لنفرض أن مدرب منتخبنا لكرة القدم، قرّر أن يختار أعضاء المنتخب عن طريق القرعة بين جميع لاعبي الأندية، بسبب التدخلات السافرة لرؤساء الأندية ولمديري الفرق، لكي يبعد نفسه ومساعديه عن الإحراج... متناسياً أن هناك فارقاً في الإمكانات الفنية والبدنية بين اللاعبين... فنتائج المنتخب الوطني ستكون أقرب إلى المهزلة منها إلى الفوز... لكنه وجد لنفسه ومساعديه الحجة التي أنقذته من الانتقاد... فهذه هي نتائج القرعة!
لنفترض أن اختيار الوزراء عن طريق القرعة، لإزالة الحرج عن رئيس الوزراء، من دون النظر إلى القدرات العلمية والموهبة القيادية... فالفشل هو عنوان تشكيل هذه الوزارة حتى قبل أن تبدأ... لكن القرعة ستحمي رئيس الوزراء!
إذاً لنناقش الأمر بهدوء... هناك أمور لا تصلح فيها القرعة... من أهمها أمن الوطن والمواطن... فهناك وظائف - بالإضافة لحاجتها إلى الشهادة العلمية وشهادة حسن السير والسلوك - فإنها بحاجة إلى تكوين جسماني ولياقة بدنية عالية... والقرعة لن تستطيع أن تفرز لك الأفضل من الناحية العلمية والجسمانية والقوة البدنية.
فرجال الأمن في معظم دول العالم يتميّزون بالتكوين الجسماني القوي والطول المميز، وأكيد لم يتم اختيارهم بالقرعة... لأن صاحب قرار الاختيار لديه المقدرة على المواجهة والتصدي لأي تدخلات بطريقة الاختيار.
فالسؤال المطروح... كم عدد الموهوبين علمياً وأصحاب الأخلاق العالية الذين حباهم الله بتكوين جسماني... من ناحية القوى العضلية والطول... تم حرمان البلد من خدماتهم بسبب القرعة.
في الختام... أرجو أن يتقبل صاحب القرار نقدنا... الاختيار عن طريق القرعة قد يصلح لتوزيع بيوت وزارة الإسكان، لكنه بالتأكيد لا يصلح لاختيار رجل أمن!