No Script

رنموا

تصغير
تكبير

الإرسالية العربية الأميركية «التبشيرية» التابعة للكنيسة البروتستانتية الأميركية، كان لديها رغبة في بناء مستشفى في الكويت، وفعلاً استطاع الدكتور آرثر بينت رئيس الوحدة الطبية في البصرة، بعد معالجة ابنة حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح، أن يقنع الشيخ ببناء المستشفى الأميركاني في الكويت العام 1912 وأنجز العام 1914.

وبدأ المستشفى باستقبال المرضى وعلاجهم، حتى النساء تعالجهن الدكتورة غلانور كالفيرلي (خاتون حليمة).

ففي الصباح، عند قدوم السيدات والبنات لتلقي العلاج، الجميع ينتظر في غرفة الانتظار إلى أن تصل إحدى الممرضات «السستر» وتقف على كرسي وتطلب من الجميع ترديد ما تقوله بعدها بشكل جماعي فتقول «رنموا للرب ترنيمة جديدة... رنمي للرب يا كل الأرض».

فكان الجميع يردد ما تقوله لهم، وهم يقولون لبعضهم البعض باللهجة الكويتية «سليمه تصكج... يبون يخلونا نصير نصارى، ماعوزكم حامض على بوزكم خل نشوف خاتون أهو بس ونأخذ الدواء ونطلع».

معناها: «كف على وجهكِ، يرغبون في أن نصبح مسيحيين، ولكن هيهات، لتكشف الدكتورة خاتون علينا ونأخذ دواءكم وترحل».*

تذكرت هذه القصة التي كانت والدتي رحمها الله تذكرها لنا، إثر حادث تكسير التماثيل من قِبل وزارة التجارة والصناعة.

كي تطمئن وزارة التجارة إلى أن أهل الكويت القدماء، رغم حاجتهم للعلاج، لم تستطع الإرسالية الأميركية أن تُنصر كويتياً واحداً، بل كان أهل الكويت على علم بما ينوون رغم ضعف تعليمهم غير أن دينهم كان أقوى.

وتكسير الأصنام بهذه الطريقة العجيبة من قِبل الوزارة وتصريحات البعض بمدح هذه الخطوة، وكأن الوزارة ومشجعيها استطاعوا أن ينقذوا أهل الكويت من العودة إلى الجاهلية وعبادة الأصنام.

طبعاً، الفريق المعارض للتكسير رد على هذه الخطوة وكلا الفريقين بدأ الردح.

بصراحة، الأمر لا يحتاج إلى كل هذه النقاشات البيزنطية وإشغال الرأي العام الكويتي بقضايا لا يمكن الاستفادة منها.

هناك قضايا أهم تحتاج إلى متابعة من قِبل الشعب الكويتي في ظل حكومة شبه عاجزة عن طرح رؤية لعلاج مشاكل هذا البلد ومجلس أمة صلاحياته حالياً أقل من صلاحيات مجلس إدارة جمعية تعاونية.

* الترجمة للعربية الفصحى خدمة للوافدين والكويتيين الجدد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي