No Script

رسائل في زجاجة

أبوي ما يقدر إلا على أمي

تصغير
تكبير

إن رجلاً بسيط الحال كان يقسو على زوجته بالضرب والتهديد وسوء المعاملة، وكان لديه ولد يرى ويسمع ما يدور في البيت من شدة وقسوة والده مع أمه، وكان الولد فخوراً بوالده باعتقاده أنه شديد التعامل مع الغير كما يتعامل مع والدته، ومرت الأيام وكبر الولد وأثناء سيره مع أبيه في الأسواق، رأى عكس ما ظن من قساوة والده وشدته، بل رأى الخوف والمجاملة مع الآخرين وتنفيذ أوامرهم وخشيته من الكبير والضعيف منهم، فعرف هنا أن قسوته وجبروته وشدته فقط في البيت على أمه، هنا قال «أبوي ما يقدر إلا على أمي».

هكذا بعض الحكومات - مع الأسف - لا تقدر إلا على المواطن العادي البسيط المحدود الراتب والحال، تفرض قوتها وسطوتها على رواتبه ومدخراته، وتنفذ ما يأمر به أعالي القوم وتسهل أمورهم ولا تتجرأ الحكومة بفرض الرسوم أو الضرائب عليهم، فتلجأ الحكومة إلى الأضعف وهو المواطن العادي، فتسلب منه بعض الامتيازات والإعفاءات وتفرض عليه الضرائب والرسوم، أما بعض وزرائها وكبار الشخصيات فيها، فإنهم يتمتعون بكل الامتيازات والمناقصات والشاليهات والأراضي والإعفاءات وغيرها، وهذا ينطبق بعض الشيء هنا... حيث إن الحكومة لا تستطيع ان تشد الحزام على بطنها من الإسراف والحد من انتهاك المال العام وعدم وجود تنوع في مصادر الدخل العام للدولة، مع سوء الإدارة في بعض المجالات، ما جعل الحكومة تلجأ إلى الاقتراض من جيب المواطن العادي محدود الدخل، فلم تفرض الضرائب على الشركات الكبرى، بل لم تفرض الرسوم أو الضرائب إلا على المواطن، فهناك حلول كثيرة ومتنوعة لسد النقص في الميزانية، التي ما زالت تقرض وتساعد البلاد الأخرى... فعلاً أبوي ما يقدر إلا على أمي !

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها، من كل سوء ومكروه.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي