No Script

الزاوية الخضراء

البترول الأبيض (2 من 2)

تصغير
تكبير

... استكمالاً لسوالف سويسرا- وفي سياق حديثنا عن البترول الأبيض (الحليب ومشتقاته) - كان في القديم حين يتبادل السويسريون الهدايا في المناسبات، فإنهم يتهادون قالباً مخرماً من الجبنة أصفر يسرُّ الناظرين، إلى الحد الذي يسيل منه اللعاب، ويفرح المُهدى إليه به وكأنه أهدي عقداً فريداً أو قرصاً من الذهب، ولا عجب، فإن كل بيت يفتخر بتخزين أقراص كبيرة من الجبنة مستديرة كحجر الرحى في قبوة دسمة ومعتقة، بل كانت في القدم تستخدم كعُملة للتجارة.

أما اليوم، فإن حكومة سويسرا تمنح المزارع على كل بقرة دعماً يبلغ 400 فرنك، بهدف الحفاظ على استمرار تلك الصناعة التي من شأنها أن تفتح لقطاعات أخرى فتدفعها للازدهار، مثل السياحة والتعليم والأبحاث، ولا تنسوا أيضاً صناعة الشوكولاتة السويسرية الفاخرة، والتي لا تقل شهرة عن ساعاتها الثمينة الباهرة.

وهولندا أيضاً تتمتع بسمعة ممتازة حين يتعلّق الأمر بإنتاج الحليب، حيث نشط هذا البلد الصغير واستثمر في الأبحاث لابتكار المزيد من طرق إنتاج الحليب عالي الجودة، وانتشرت مزارع الألبان على 60 في المئة من أراضيه الصالحة للزراعة، وحقق إنتاجاً سنوياً بلغت قيمته أكثر من 20 مليار يورو، وتمكن من توفير 50 ألف وظيفة، وإذا كانت هولندا تملك القليل من النفط، فإن هذا البلد هو ثاني أكبر مصدر زراعي على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة.

وأميركا هي أكثر الدول إنتاجاً للحليب وأكثرها استهلاكاً له في العالم، وإذا كانت الصين التي يبلغ عدد سكانها المليار ونصف المليار تنتج أكثر من 30 مليار كيلوغرام من الحليب، فإن أميركا تنتج ثلاثة أضعاف هذا الرقم تقريباً، وألمانيا المتفوقة دائماً تأتي في المركز الأول داخل دول الاتحاد الأوربي.

ألم أقل لكم إن بيئة البلد الطيّب، تنتج من كل زوج بهيج!

Twitter: @HamadBouresly

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي