«لكلِّ زمان دولة ورجال»
فيصل العميري لـ «الراي»: على الرقيب أن يكون «صدره وسيع»!
- كثرة الأعمال الدرامية لا تدل على أن الفن الكويتي يعيش في أزهى حالاته
- لا أرى في الوقت الراهن أن الدراما الكويتية تضاهي الدراما العربية
- إذا كان الممثل ينتظر طوال الموسم لكي يعمل في رمضان... فأعتقد أن هذا ليس بنجاح حقيقي
- نحن في عراك دائم مع إدارات المهرجانات المحلية والعربية
قالها الفنان فيصل العميري بكل وضوح إن كثرة الأعمال الدرامية لا تدل على أن الفن في الكويت يعيش في أزهى حالاته على الرغم من وجود وفرة في الأعمال، موضحاً في حواره مع «الراي» أن «السبب في ذلك يعود لقلة المواضيع المهمة في العمل الفني والأفكار البسيطة التي تقدم على مدى 30 حلقة»، لافتاً إلى أن تطوير الدراما يبدأ من الدولة، وعلى تلفزيون الكويت أن يكون هو المنتج الأول للدراما الكويتية، «وإذا كنا نريد أن نضاهي الدراما العربية، على وزارة الإعلام، وتحديداً الرقيب، أن يعطينا سقفاً من الحرية وأن يكون (صدره وسيع)».
• كثرة الأعمال الدرامية الكويتية في الفترة الأخيرة، هل هي دلالة على أن الفن في الكويت يعيش في أزهى حالاته؟
- بالعكس، كثرة الأعمال الدرامية لا تدل على أن الفن الكويتي يعيش في أزهى حالاته. فعلى الرغم من وجود وفرة في الأعمال، إلا أن هناك قلة بالمواضيع ونكاد لا نجد موضوعاً مهماً جداً نستطيع أن نتابعه في عمل فني، وهذا بسبب الندرة في الكتابة. فإذا كان هناك كتّاب، فقد نجدهم يستعجلون في طرح أفكار بسيطة وتقدم على مدى 30 حلقة، وهذا قد لا يعيب الكاتب، إنما يعيب جهل الكاتب حول ماهية الكتابة وماهية الفكرة، فالكتابة الفنية يجب أن تكون كتابة متأنية حتى يستطيع الجمهور مشاهدة أعمال مهمة.
• هل يشغلك هاجس تطور الدراما الكويتية؟
- من المؤكد أن كل فنان لديه هاجس تطوير الدراما في الكويت، وأجد أن الهاجس يبدأ من الإنتاج، وتحديداً من الدولة، إذ يفترض من تلفزيون الكويت أن يكون هو المنتج الأول للأعمال الدرامية، وإذا استطعنا أن نصل بأفكارنا إلى المنتج الحقيقي، وهو وزارة الإعلام، سوف نقدم أعمالاً مهمة جداً.
• قدمت الكثير من الأعمال البارزة، والتي جسدت فيها شخصيات تاريخية وإسلامية. ما سبب حرصك على تجسيد مثل هذه الشخصيات في الدراما؟
- كوني واحداً من المجتمعين العربي والخليجي، وقبل هذا المجتمع المسلم، فالأكيد أنني أستغل هذه الموهبة التي وهبني إياها الله في تقديم أعمال وشخصيات تاريخية تتكلم عن تاريخنا الإسلامي وتاريخ هذه الأمة.
وهذا التاريخ، لا بد أن يجدد ويتجدد مرة أو مرتين وثلاث عن طريق الفن أو الكتب أو أمهات الكتب. وبما أنني جزء من هذا المجتمع، سأكون حريصاً دائماً على تقديم مثل هذه الأعمال التي توثق تاريخنا.
• برأيك، هل باستطاعة الدراما الكويتية أن تنافس الدراما العربية؟
- الكوادر الفنية متوافرة في الكويت من الممثلين والمخرجين والكتّاب، ولكن لا أرى في الوقت الراهن أن الدراما الكويتية تضاهي الدراما العربية، والسبب جميعنا نعرفه، وهو الرقابة. فنحن كفنانين، دائماً نتكلم ونقول عندنا رقابة ذاتية، ولكن نحتاج من وزارة الإعلام، وتحديداً من الرقيب، أن يعطينا سقفاً من الحرية لتقديم أعمال لا يكون فيها أي نوع من «الحساسية» حتى لا يقال إن هذا العمل يمس شخصية فلانية أو يمس موضوعاً معيناً.
فإذا أردت أن تنهض بالشعوب بشكل عام، وبالفن في الكويت بشكل خاص، يجب أن يكون سقف الرقابة أكبر والرقيب «صدره وسيع» علينا كفنانين، لكي نقدم أعمالاً تضاهي الأعمال العربية.
• إذا كان ظهور الفنان في أكثر من عمل في الموسم الواحد يعتبر سلاحاً ذا حدين، فمتى يكون هذا السلاح ضده؟
- الفنان بشكل عام إن ظهر في أكثر من عمل في الموسم الواحد، يعتبر اجتهاداً عالياً جداً منه، وأنا هنا أطرح سؤالاً: إذا كان المقصود بالموسم هو (رمضان)، فأنا لا أعترف بهذا الموسم حقيقةً، لأنني منذ زمن أقدم أعمالاً خارج الموسم الرمضاني ولاقت استحسان الجمهور والنقاد. ولكن إذا كان الممثل ينتظر طوال الموسم لكي يعمل في رمضان، فأعتقد أن هذا ليس بنجاح حقيقي.
أي نعم في رمضان قد تكون هناك زيادة في المسلسلات والشهرة والمتابعين، ولكن هذا السلاح يقف ضد الفنان إذا لم يكن هناك تنوع في الأعمال واختيار الموضوع المهم الذي يستطيع الممثل أن يقدمه من خلال أعماله.
• ما الذي يمنع عودة المسرح السياسي الكويتي إلى سابق عهده. هل عدم وجود الكتّاب أم مساحة الحرية أم نوعية الفنانين؟
- باختصار شديد، أقول «لكلِّ زمان دولة ورجال».
• هل الأفلام السينمائية الكويتية دليل على أننا نملك أرضاً خصبة لصناعة السينما في الكويت، أم الأمر لا يتعدى حدود الاجتهاد من الفنانين؟
- وهل هناك برأيك سينما حقيقية كويتية (عشان) نقدمها؟!... فالسينما إن لم يكن لها صيت، وصيت واسع المدى، فإنّها ليست بسينما. وإذا كانت السينما مقتصرة على مهرجان محلي وتتنقل ما بين بعض دول الخليج ولا تستطيع أن توصل صوتها للمهرجانات العالمية التي تعتبر أساس السينما، فلا أعتقد أن هناك صناعة للسينما.
• برأيك، هل أنصفت المهرجانات المحلية الفن والفنانين؟
- نحن في عراك دائم مع إدارات المهرجانات المحلية والعربية. فالمهرجانات في الوطن العربي الكبير، للأسف الشديد لم تنصف فنانيها لا الأحياء ولا الأموات، والإنصاف هنا لا أقصد به أن تمنحني جائزة أو تعطيني درعاً أو تكرمني بأي شكل كان، بل أن يكون هناك منهج «معمول» عليه في المهرجان للفنان الحقيقي الذي يملك في رصيده الفني الكثير من الأعمال التي قدمها وجعلت منه صاحب تاريخ فني كبير.
وهذه الأعمال تُقدم ضمن منشأة تهتم بنوعية أعمال هذا الممثل لكي نقدمها نحن للأجيال. فالمعنى الحقيقي لتكريم وإنصاف أي فنان، هو الأخذ بأعماله ونشرها على أوسع نطاق، سواء عن طريق التلفاز أو المذياع أو حتى عن طريق طباعة الكتب وتسجيل المحاضرات والبروفات الخاصة بالفنان، لتصل بشكل أكبر لمعظم الدول العربية.
• هل لديك جديد تود أن تخبر به القرّاء في نهاية اللقاء؟
- حالياً، هناك حديث على المشاركة في أكثر من عمل موسمي يتكون من 8 حلقات، ولكن حتى الآن لم يتم الاتفاق عليها.