دروس محلية وعربية من أولمبياد طوكيو
وضعت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو أوزارها مانحةً العرب رصيداً مشجعاً من الميداليات يفرض العمل أكثر فأكثر لحصد المزيد في النسخة المقبلة المقررة في باريس العام 2024.
ولا شك في أن عبدالله الرشيدي مثّل خشبة خلاص بالنسبة للرياضة الكويتية بعدما حصد ميدالية برونزية في رماية السكيت، هي الوحيدة في «العرس الأولمبي».
التبريكات هنا تذهب إلى الرماية الكويتية التي لطالما شرّفت البلاد في الدورات الأولمبية، رافعةً رصيدها إلى خمس ميداليات (ذهبية و4 برونزيات) تمثل الحصيلة الإجمالية للكويت في تاريخ مشاركاتها.
ولا بد للقيّمين على الرياضة في البلاد من وضع خطة طويلة الأمد لتحقيق الأفضل وهو ما ظهر بشكل جليّ في العمل الدؤوب الذي يقوم به وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري وطرحه مشروع الاحتراف في قطاع الرياضة واعتماد الخطوات الآيلة إلى تحقيق هذا الهدف المنشود، بالتعاون الوثيق مع المدير العام للهيئة العامة للرياضة الدكتور حمود فليطح ونائبه الدكتور صقر الملا. ويأتي ذلك مترافقاً مع عمل مدروس من اللجنة الأولمبية برئاسة الشيخ فهد ناصر الصباح الذي جلب الحيوية الشبابية اللازمة والديناميكية المرجوة إلى قطاع يحتاج دوماً إلى دماء جديدة.
وقد حرص الناصر على مرافقة الوفد الكويتي إلى طوكيو حيث لعب دوراً محورياً في تحفيز اللاعبين.
وظهرت الوحدة بأبرز حللها، كالعادة، من خلال الاحتفال العربي العام بكل ميدالية تتحقق على يد أحد أبطال القُطر الممتد من المحيط إلى الخليج.
وبالإضافة إلى الرشيدي، كان العرب على موعد، في مناسبات عدة، مع منصة التتويج التي منحتهم أعلى غلة من الميداليات في تاريخ مشاركاتهم مع 5 ذهبيات و5 فضيات و8 برونزيات.
وكانت أفضل غلة عربية في أولمبياد أثينا 2004 مع 4 ذهبيات وفضيتين وبرونزيتين، علماً أن قطر كانت الأكثر حصداً للذهب (2) في طوكيو.
وكان لافتاً انسحاب الجزائري فتحي نورين من مباراته في الجودو لتفادي مواجهة لاعب إسرائيلي.
.صحيح أن لا ميداليات تُمنح هنا غير أن هذا الموقف يفوق قيمة الميدالية لأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقضية العربية المقدسة.
صفحة أولمبياد طوكيو طُويت بيد أن الدروس المحلية والعربية المستفادة التي خلّفتها كثيرة لعلها تكون نبراساً لما نحن مقبلون عليه من تحديات مستقبلية على غير صعيد.
*رئيس لجنة «ميني غول» في اللجنة الأولمبية الكويتية