No Script

مشاهدات

التعليم بحاجة إلى انتفاضة

تصغير
تكبير

التعليم منظومة مهمة وركن أساسي لقيام المجتمعات، والهدف منه الارتقاء بمستوى الطلبة لتتلاءم مخرجاته مع احتياجات سوق العمل، فالتعليم فيه اتجاهات متعددة - علمية وأدبية وفنية - لهذا على الدولة القيام بواجباتها والاهتمام بالعنصر البشري وتدريبه وتطويره، لإخراج وبناء طاقم مهيأ من المثقفين والمتعلمين والفنيين المبتكرين، لشغل الوظائف المتعددة في الوطن.

ففي الدول المتقدمة تمنح شهادة (إجازة المعلم)، لمن اجتاز الاختبار ويجرى كل 5 سنوات للمعلم للتأكد من قدراته العلمية، بهدف تحفيز المعلم على تنمية مهاراته التعليمية، وذلك بالقراءة والاطلاع على آخر المستجدات التي لها علاقة بتخصصه العلمي، فالمعلم الناجح هو من يطّور نفسه علمياً، ولا يكتفي بما وصل إليه من العلم الذي تلقاه سابقاً.

وإن نجح المعلم في هذا الاختبار - الذي يبّين قدرته العلمية ومقدرته على العطاء - يسمحون له بالاستمرار في عمله، وإن لم يجتازه يوقف عن التدريس.

وللمراحل التعليمية أهداف يجب أخذها بعين الاعتبار، ففي مرحلة رياض الأطفال يجب التركيز على ممارسة الألعاب ومشاهدة قنوات الكرتون والتركيز على الرقص والأغاني، في حين أن الدراسات العلمية أثبتت أن الطفل في عمر 4 سنوات يستطيع التحدث بـ 4 لغات وبطلاقة، وكذلك تدريب الطفل على التحدث باحترام ولباقة مع الآخرين.

وتأسيس الطالب يبدأ من المرحلة الابتدائية، وهي التي تتطلب من المعلم بذل جهدٍ أكبر، فمخاطر احتكاكه تكاد أن تكون معدومة في هذه المرحلة مع الطلبة، لذلك المطلوب مِمَّن يقومون بتدريس هذه المرحلة أن يكونوا من ذوي الشهادات العليا كي يتمكنوا من تأسيس البنيان العلمي للطلبة، وهم في هذه المرحلة كالعجينة في يد المعلم يمكن تشكيلها كيفما يشاء، ويجب أن يكون الراتب الذي يتقاضاه المعلم في هذه المرحلة، هو الأعلى بين جميع المراحل التعليمية.

ثم المرحلة المتوسطة، وهي استكمالٌ لمرحلة التأسيس العلمي، وتحتاج جهداً أقل من المرحلة الابتدائية.

وفي المرحلة الثانوية يكون الطالب قد أنهى مرحلة التأسيس، وأصبح مهيأً لمرحلة بناء المعلومة ذاتياً وفكرياً، ويصبح الجهد على المعلم أقل، ولكن المخاطر تصبح أكثر، كون الطالب قد أصبح في مرحلة المراهقة، ويحتاج إلى جهد أكبر لتقويم سلوكه، وللأسف فإن المعلم يُنهك في الأعمال الإدارية، بدل القيام بدوره المطلوب في تقويم الطالب.

وما يجب ذكره أن طابور الصباح غير موجود في مدارس الدول المتقدمة، بل يتواجد الطلبة في فصولهم، ويقفون باحترام لتحية العلم، كما أن المناهج لديهم تتضمن دروساً لغرس الروح الوطنية، واحترام المعلم، ومن ليست لديه ميول علمية أو أدبية يوجه للالتحاق بالورش الفنية المختلفة مثل (العناية الشخصية/ التصوير/ الإخراج/ التدبير المنزلي/ الطبخ/ الحياكة/ الكورشيه)، من خلال منهج متكامل لتأهيلهم في مهن فنية وبمهارة عالية.

وفي السابق كانت هناك الثانوية العامة ومعهد التربية للمعلمين (سنتان) بعد الثانوية والثانوية التجارية، بالإضافة إلى المعهد المهني (سنتان) بعد المتوسطة، وبعد سنوات ألغيت تلك الثانويات، وكان من المفروض إرجاعها كالسابق كي يلتحق بها الطالب كلٌ حسب ميوله، ليتمكن خريج هذه المعاهد والثانويات من استكمال دراسته الجامعية حسب تخصصه، فمن الخطأ إجبار الطلبة والدفع بهم إلى الثانوية العامة فقط لدراسة تخصص لا يميل إليه، بل بالعكس إذا ترك ليختار تخصصاً يميل إليه فإنه في هذه الحال سيبدع فيه.

ولما كانت السياسة العامة للدولة هي إحلال العنصر الوطني في تلك المهن -، فإن من الواجب على الجهات المعنية تقديم التسهيلات للحصول على ورش فنية، وكراجات في مواقع محددة وبأسعار رمزية، ليتمكن الشباب من الإبداع في تخصصاتهم الفنية.

وكذلك كانت هناك ورش فنية عدة في مرحلتي المتوسطة والثانوية، كالتعدين والميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات والنجارة والخزف للبنين، والتدبير المنزلي للبنات كالطبخ والخياطة والتطريز وغيرها، للأسف هي الآن غير متوافرة بالشكل المطلوب في مدارسنا، حيث إن تلك الورش تلعب دوراً مهماً في تنمية مهارات الطلبة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي