فهيد الهيلم / حديث المدينة / عدم التهاون في عدم التعاون

تصغير
تكبير
طويت صفحة استجواب رئيس الوزراء بحلوها ومرها، ولم يبقَ من هذه التجربة العظيمة التي كان فارسها النائب الفاضل الدكتور فيصل المسلم إلا أن يصوّت مجلس أمتنا اليوم على كتاب عدم التعاون المقدم من عشرة نواب لم يقتنعوا بردود رئيس الوزراء على محاور الاستجواب في الجلسة السرية.

ولقد بات من نافلة القول حديثنا عن الفساد ومدى تغلغله في مجلس أمتنا وفي مؤسسات الدولة الأخرى، بل لا يخفى على أحد أن مجلس الأمة الذي وافق على مناقشة الاستجوابات بجلسة سرية بعد تغييبه لحق الأمة في الإطلاع على ما دار في تلك الجلسة التاريخية لاستجواب أول رئيس وزراء عربي.

اليوم سيعرض كتاب عدم التعاون للتصويت عليه وأعتقد جازماً أنه لن ينال أكثر من 15 صوتاً مؤيداً في أحسن حالاته، ومع ذلك فإن الواجب على أبناء الشعب الكويتي أن يسجلوا أسماء الموافقين على عدم التعاون بماء الذهب، وأن يعيدوا انتخابهم من جديد لأنهم فرسان الميدان، بل إنني لا أبالغ إن قلت إن من سيصوت لعدم التعاون اليوم هم الذين أدوا وسيؤدون بإذن الله تعالى أعمالهم بالأمانة والصدق.

ولعلنا لم نستغرب هجوم بعض النواب بعد تآمرهم على وأد الاستجوابات في جلسة 8 ديسمبر على الدستور وعلى زملائهم المستجوبين، خصوصاً هجوم «... البرلمان» لك الله يا وطن.

وقبل ختم المقال لابد من كلمة شكر توجه لضمائر الأمة الحية الذين وقفوا أمام قسمهم النيابي بكل أمانة ومسؤولية وتحملوا جراء مواقفهم صنوف الإيذاء الإعلامي كله الذي قادته بعض وسائل الإعلام الفاسدة.

فشكراً دكتور فيصل المسلم، فلقد كان استجوابك محط إعجاب من الجميع ولا تيأس ولا تذهب نفسك عليهم حسرات واستمر في طريق الإصلاح.

شكراً مبارك الوعلان فلقد كنت أحد فرسان الميدان رغم محاربتهم لك ومحاولات تشويه سمعتك وسمعة أسرتك إلا أنك ستبقى علماً في عيون المخلصين لهذا البلد واستمر على طريق الإصلاح.

شكراً مسلم البراك فأنت دائماً رقم صعب في معادلة الإصلاح ولعمري إن تاريخك ونظافة يدك يشفعان لك، ولن نوصيك بالاستمرار في طريق الإصلاح، فأنت لا تحتاج إلى وصايا مادمت ضميراً لهذه الأمة وصوتاً لأحرارها.

شكراً دكتور ضيف الله أبو رمية فلقد ثبت رغم أوجاعك وآلامك، وناقشت رغم صعوبة موقفك الصحي، إلا أن الله سلم. استمر يا أبا خالد ولا تبالي فللحق جيل يحميه وأنت منهم ولا شك.

شكراً دكتور جمعان الحربش وخالد العدوة وفلاح الصواغ وأحمد السعدون وعلي الدقباسي ووليد الطبطبائي وخالد الطاحوس وصيفي الصيفي ومحمد هايف فأنتم من وقعتهم على أول تفعيل للمادة 102 من جهة المجلس، رغم الضغوط كلها التي تعرضتم إليها إلا أنكم كنتم مع الأمة والضمير.



فهيد الهيلم

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي