No Script

قصة «حب ووفاء» بدأت منذ العام 1986

مَن يبيع «البرّد» لأهالي العارضية بعد مغادرة الستيني عادل ؟

تصغير
تكبير

- عادل صبحي لـ «الراي»:
- أمضيت بين أهالي العارضية 35 عاماً
- من كانوا صغاراً ودأبوا على شراء المثلجات مني... باتوا كباراً يأتون مع أبنائهم
- أهالي المنطقة يتصلون بي ويطمئنون عليّ إذا غبت عنهم
- قرار الـ 60 يُحترم.... ونلتمس الرحمة بمن ينطبق عليهم

«العارضية تعرفني... ومن كانوا فيها صغاراً ودأبوا على شراء المثلجات مني باتوا كباراً يأتون مع أبنائهم للشراء... فقد أمضيت بين أهلها الكرام 35 عاماً»!

كلمات خرجت بفخر تغلفه «غصة الرحيل» المرتقب من بائع «البرّد» السوري عادل صبحي مستذكراً المكان الذي اتخذ منه منصة لبيع ما يساعد على إطفاء حرّ الصيف القائظ لأبناء العارضية الذين كانوا دائمي السؤال عنه إذا غاب يوماً عنهم... فمن سيبيع البرّد لأهالي المنطقة بعد رحيله لشموله بقرار عدم تجديد إذن العمل لمن لا يحمل شهادة جامعية، وبلغ من العمر 60 عاماً ؟

هي قصة «حب ووفاء»، يرويها لـ«الراي»، ابن الـ64 عاماً، الذي أمضى فوق تراب الكويت أضعاف ما أمضاه في بلده، وعيناه تترقبان كما عيون الكثيرين ممن ارتسمت التجاعيد على أطرافها، النهاية التي يتمنون أن تكون سعيدة لهم.

صبحي، المولود في العام 1957، قدم إلى الكويت في سن الـ19، وتحديداً في العام 1976، وبدأ حياته المهنية على أرضها في بيع الخام، أي الأقمشة في منطقتي عشيش الشدادية والصيهد لمدة 10 سنوات، قبل أن يتناهى إلى سمعه أن إحدى الشركات أعلنت عن حاجتها لبائعي آيس كريم.

يقول صبحي: «تقدمت للوظيفة، وتم تعييني في 1 - 4 - 1986. وبدأت حياتي الجديدة بعد تعييني، وحدد لي مكان العمل في منطقة العارضية التي تم توزيع بيوتها منذ فترة قريبة وبقيت حتى اليوم في مكاني الثابت على الشارع الرئيسي، وتحديداً أمام مسجد المخيال».

وعن العلاقة التي نشأت بينه وبين أهالي المنطقة خلال السنوات الطويلة التي أمضاها، اعتبر من تركت الشمس آثارها على وجهه، أن «أقرب العائلات لي هم القريبون من مكان عملي مثل بيت دبي، والهديان، والطشة، وبيت أبو راشد، والمخيال، والمطيري، والديحاني وغيرهم، حيث أعتبر نفسي واحداً منهم، بالإضافة إلى أبناء العارضية الذين انتقل بعضهم إلى منطقة صباح الناصر، أو اشبيلية، ولكن التواصل موجود وهذا ما عرفته عن أهل الكويت من حب ووفاء، لدرجة أن بعضهم لا يشترون من أحد غيري، ولو وجدوا أحداً يقف مكاني إذا انشغلت، تجدهم يتصلون بي ويطمئنون على حالتي».

وعن قرار عدم تجديد إذن العمل لمن لا يحمل شهادة جامعية، وبلغ من العمر 60 عاماً، أكد صبحي أن «هذا قرار دولة، وما علينا إلا احترامه وتنفيذه، ولكن أتمنى من الحكومة أن تنظر بعين الرأفة لمن ينطبق عليهم هذا القرار، لأنهم عاشوا شبابهم هنا وليس لهم إلا الكويت وهم ملتزمون بقوانينها ولها كل الولاء والطاعة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي