الكويتية الوحيدة في قائمة «فوربس» بين أفضل صانعات العلامات التجارية بالشرق الأوسط

نجيبة حيات: مبادرون يؤسسون مشاريعهم خارج الكويت هرباً من البيئة غير المشجعة

تصغير
تكبير

- تمرّدتُ على الواقع بالشغف والإرادة لإثبات جدارة الشباب الكويتي
- بدأت مسيرتي قبل 6 سنوات لتحقيق طموح الطفولة بالتصميم والأزياء
- منتجات علامتي تتميز باستخدام مواد معمّرة تفيد العملاء لأطول فترة زمنية
- خرجت من الكويت لتطوير قدراتي والتعرف على بيئات مغايرة
- منتجاتي تنتشر في الكويت والخليج واليابان والصين وأميركا ولندن وميلان وغيرها
- 50 في المئة من زبائن «LIUDMILA» من الكويت والخليج ومثلها من بقية الدول
- تعاقدت مع كبرى المتاجر لبيع الأحذية لروادها وانتقلت إلى «الأونلاين» لمواكبة التحول الرقمي

من إيطاليا كانت بدايتها قبل الانتشار في العديد من أنحاء العالم، حاصدة سمعة كبيرة ونجاحات متتالية، ساعدتها على الدخول إلى قائمة «فوربس» لأبرز صانعات العلامات التجارية في الشرق الأوسط.

إنها نجيبة حيات التي أكدت في مقابلة مع «الراي» أنها تمرّدت على الواقع لإثبات جدارتها وقدرة الشباب الكويتي على تحقيق النجاح المطلوب، متسلحة بالإرادة والشغف والتصميم على بلوغ الهدف المنشود.

مسيرة 6 سنوات من النجاح، أهّلت حيات صاحبة ومؤسسة علامة «LIUDMILA» المتخصصة بصناعة الأحذية النسائية، لدخول قائمة «فوربس»، حيث كانت الكويتية الوحيدة بين أبرز صانعات العلامات التجارية في المنطقة، حاصدة المركز الـ36 في القائمة السنوية التي صدرت أخيراً.

بداية المسيرة

قالت حيات في مقابلة مع «الراي»، إنها بدأت عملها في علامتها الجديدة منذ 6 سنوات، انطلاقاً من الشغف الذي كان لديها منذ الصغر، بالموضة والأزياء والأحذية التي كانت تحرص على رسم تصاميمها في جميع دفاترها خلال فترة الدراسة.

وأضافت حيات أنها درست العلوم السياسية في الولايات المتحدة الأميركية وحصلت على وظيفة في وزارة الخارجية قبل أن تتخلى عن الوظيفة لصالح تأسيس علامتها الخاصة بالأزياء.

وأوضحت أنها اتجهت لمتابعة دراستها في أميركا بسبب ضعف مستوى التعليم في الكويت، ولحرصها على اختبار قدراتها في تطوير سبل التفكير والتطور الذي كانت تطمح له مع أفراد من غير البيئة المتاحة والمحيطة بها في «الديرة»، معتبرة أن بقاءها في الكويت لم يكن ليساعدها على بناء ذاتها نظراً لتشابه مستويات الجميع على كل الصعد، وأنه من هنا كان القرار الذي اتخذته بالسفر ومتابعة حياتها الدراسية في الخارج.

وأفادت حيات بأنها بعد انتهاء دراستها في أميركا، عملت على الانتقال إلى إيطاليا ودراسة صناعة الأزياء، لافتة إلى أنها حرصت على التواصل مع العديد من الشركات المتخصصة بالموضة والأزياء في الكويت والعالم من دون أن تنجح في الاتفاق معها، ما دفعها إلى تأسيس علامتها الخاصة القائمة على تصميم مميز للأحذية النسائية، مع الحرص على أن تكون تلك الأحذية استثنائية، بحيث يمكن ارتداؤها يومياً بشكل مريح وسلس.

بيئة طاردة

رأت حيات أن الكويت تعتبر بلداً طارداً للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وللمبادرين والمستثمرين في ظل البيروقراطية والتأخير الكبير في منح التراخيص، منوهة بأن هذا الأمر يدفع غالبية المستثمرين إلى تأسيس مشاريعهم في دول أخرى.

وأكدت حيات أن الكويت تعاني من عدم وجود المشاريع الصغيرة والمتوسطة المتخصصة، وغياب بيئة مشجعة لتطوير وتعزيز حضور تلك المشاريع وتطوير أنشطتها وزيادة مبيعاتها، وصعوبة الحصول على تمويل من البنوك وبقية الجهات لتأسيس المشروع، وعدم توجيه المبادرين وتوعيتهم حول الفرص الأبرز المتاحة في القطاع، فضلاً عن عدم إمكانية بناء شبكة واسعة من العلاقات مع المتخصصين في القطاع وأصحاب الخبرات والمؤثرين في الرأي العام خلال فترة قصيرة، وعدم تشجيع الحكومة وإقامتها فعاليات تشجيعية للمبادرين أسوة بالعديد من الدول الأخرى لزيادة مبيعاتها والتعريف بخدماتهم ومنتجاتهم، وهي عوامل تؤدي إلى ضعف قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة. وأفادت بأنها تحرص عند تصميم منتجاتها على أن تكون ذات عمر طويل باستخدام المواد التي لا تتحلل أو المعمرة التي تساعد العملاء على استخدامها لأطول فترة ممكنة، من البلاستيك والجلود وغيرها، منوهة بأنها تتميز بكونها ذات كعب منخفض يمكن للعميلات ارتداؤه يومياً.

انتشار عالمي

أشارت حيات إلى حرصها على التعاقد مع العديد من المتاجر الكبرى المتخصصة بالأحذية لعرض وبيع منتجاتها لديها، في الكويت والخليج واليابان والصين والولايات المتحدة الأميركية ولندن وميلان وغيرها.

وكشفت أنها في الفترة الأولى واجهت صعوبة في انتشار منتجاتها، خصوصاً في الكويت التي تعتبر سوقاً صغيراً نسبياً، قبل أن تبدأ بتوزيعها حول العالم، لافتة إلى أنها حققت نجاحاً كبيراً في السوق الصيني، وأن الأحذية التي تصنعها انتشرت بشكل واسع النطاق هناك.

وبينت حيات أنها حصدت نجاحاً كبيراً أيضاً في السوق الياباني وفي لندن وفي بعض الولايات الأميركية وميلان، إذ حرصت على التعاقد مع العديد من الموزعين لبيع منتجاتها في متاجرهم.

التحول لـ «الأونلاين»

أوضحت حيات أنها في الفترة الحالية تعمل على بيع منتجاتها التي تصنعها في إيطاليا بشكل إلكتروني من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، لافتة إلى أن أزمة كورونا دفعتها لتعزيز حضورها الرقمي في ظل الاستخدام الكبير للإنترنت من قِبل العملاء من جميع الأعمار في ظل الحظر الجزئي والشامل الذي شهده العالم أجمع خلال 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا.

وبينت أنها بعد البداية الضعيفة نسبياً لها في الكويت والخليج بحيث كانت نسبة الزبائن هناك لا تتجاوز 10 في المئة، باتت حصة الكويتيين والخليجيين تمثل اليوم نحو 50 في المئة من الزبائن، مقابل 50 في المئة لأسواق اليابان والصين وبقية أنحاء العالم.

وذكرت حيات أن منتجاتها المعمرة حازت ثقة العملاء، لافتة إلى أن التوصيل متاح خلال اليوم نفسه في الكويت، وخلال 3 أيام عمل في الخليج، وبين 3 إلى 4 أيام عمل في بقية أنحاء العالم.

تأثير «كورونا»

لفتت حيات إلى تأثر عملها بأزمة فيروس كورونا، لافتة إلى أن التركيز خلالها هو على العمل الخيري والاجتماعي وتقديم التبرعات للعائلات التي تحتاج للمساعدة، قبل التفكير بعمليات البيع والشراء وغيرها.وأشارت إلى أنها عملت على تقديم خصومات مجزية والتبرع بنسبة من المبيعات لتوفير الوجبات وتوزيعها في الكويت طيلة فترة الحظر الجزئي والشامل الذي فرضته الحكومة خلال العام 2020 وبداية العام الجاري.ونوهت حيات إلى أن تركيزها حالياً ينصب على إعادة حركة المبيعات إلى مستويات ما قبل «كورونا»، آملة النجاح في الخروج من تداعيات الأزمة خلال أقرب فرصة ممكنة، في حين أن تلك التداعيات أظهرت ضرورة أن يضع المرء خطة للطوارئ تمكّنه من مواجهة التحديات بأفضل طريقة ممكنة.

لماذا إيطاليا؟

لدى سؤالها عن سبب اختيار إيطاليا لتصنيع أحذية علامتها التجارية بدلاً من الكويت، أوضحت حيات أن السبب الرئيسي في ذلك يكمن في كون إيطاليا هي معقل الموضة والأزياء في العالم، ولتخصصها في القطاع ولسمعتها المعروفة عالمياً. ولفتت إلى أن الكويت تعاني من ضعف الصناعة بكل قطاعاتها، ومن عدم وجود مصانع متخصصة بتقطيع البلاستيك والقوالب والجلود وكل ما تحتاجه الأحذية من مواد، فضلاً عن عدم وجود المعرفة والثقافة اللازمة حول أهمية الأزياء والموضة وغياب المصانع المتخصصة بها في السوق المحلي، إضافة إلى صغر مساحة السوق وعدم وجود آفاق كبيرة لتعزيز الوجود خلال فترة سريعة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي