البلدية تسهل إجراءات إصدار تصاريح البائعين واختيار مواقع وقوفهم
«راعي البرّد»... قاهر العطش والحرّ
- مشعل العازمي لـ«الراي»:
- البلدية متساهلة مع البائعين بشكل كبير ولأقصى درجة
- نعمل على تسهيل إجراءات إصدار التصاريح... فالعديد منهم انقطع عن العمل لمدة تجاوزت 6 شهور
- لا يحق لأي عربة التنقل من موقع لآخر إلا بعد طلب إلغاء الموقع السابق
- محمد الجبعة لـ«الراي»:
- وقوف العربات عند الدوارات ممنوع لتسببها بحوادث مرورية
- مناطق منعت فيها العربات... ووزارة الداخلية هي من تحدد مواقع الوقوف
تحت أشعة الشمس الحارقة التي تلامس الـ50 درجة مئوية وتتجاوزها، يقفُ «راعي البرّد»... «قاهر العطش» يعاني من الحر الشديد!
فبائع المثلجات والعصائر، ينتظر في الشوارع وعلى الدوارات وأكتاف الرصيف، من يشتري مثلجاته قبل حلول المغرب، آملاً أن تباع بضاعه بالكامل، مبكراً، لينهي عمله عائداً إلى مسكنه، لاسيما أنه يعمل لـ9 ساعات متواصلة، من دون كلل أو ملل.
مدير إدارة إشغالات الطرق والنظافة في فرع بلدية محافظة العاصمة مشعل العازمي، أكد لـ«الراي»، أن البلدية متساهلة مع بائعي عربات المثلجات والعصائر بشكل كبير، ولأقصى درجة ممكنة، وتحديداً خلال الفترة الماضية، وفي الوقت الحالي تعمل البلدية على تسهيل إجراءات إصدار التصاريح لهم، لاسيما وأن العديد منهم انقطع عن العمل لمدة تجاوزت 6 شهور، وعاد أخيراً راغباً بالحصول على موقعه القديم.
وأضاف «إننا على علم، أن وقوفهم تحت أشعة الشمس لساعات طويلة، أمر مرهق ومتعب، وبالتالي نعمل على منعهم من الوقوف في الشوارع الرئيسية، والتركيز على الحدائق العامة، والشواطئ، والأسواق المركزية، وذلك لأسباب عدة، منها الحفاظ على سلامة مرتادي الطرق، والحفاظ عليهم أيضاً».
وأشار العازمي إلى وجود تصاريح توزع على البائعين لمزاولة النشاط، إضافة لمواقع محددة لهم يلتزم بها كل بائع، كما أنه لا يحق لأي منهم التنقل من موقع لآخر، إلا في حالة تقديم طلب إلغاء الموقع السابق، ومن الممكن أن يسمح لعدد من البائعين بالوقوف في شارع واحد، لافتاً إلى ان فرق البلدية تقوم بشكل يومي بشن جولات ميدانية، للتأكد من التزام البائعين بمواقعهم.
وبدوره، قال مدير إدارة إشغالات الطرق والنظافة في فرع بلدية محافظة حولي محمد الجبعة، إن «البلدية تراعي الوضع الحالي لبائعي المثلجات والعصائر خصوصاً الفترة الماضية مع قرارات الحظر، والإغلاق التي طالت مختلف الأنشطة التجارية، والتي أثرت سلباً على حركة البيع لمدد طويلة».
وبيّن الجبعة لـ«الراي»، أن فريق البلدية المعني يقوم باتخاذ إجراءاته القانونية، وتحديداً تجاه عربات البيع المتوقفة عند الدوارات، فهي تقف في أماكن خاطئة لا تتناسب مع حجم الدوار، من جانب، وتؤدي إلى وقوع حوادث مرورية بسبب إغلاق الدوار، من جانب آخر، وبالتالي إجراء البلدية سليم من ناحية الحفاظ على أرواح مرتادي الشوارع.
وأضاف، أن «العديد من البائعين يستجيبون بمجرد التنبيه، ويقومون باستبدال مواقعهم على الفور، حال طلب ذلك، لاسيما وأن هناك مناطق يمنع فيها وقوف العربات بشكل تام»، موضحاً أن «الوقوف فوق الرصيف مسموح، ولكن بشروط معينة، كونها تعتبر أملاك دولة، إضافة إلى أن وزارة الداخلية هي من تحدد مواقع الوقوف الذي لا يعيق حركة المرور».
وأكد الجبعة أن هناك مخالفات تحرر بحق البائعين، بغض النظر عن تغاضي البلدية في الكثير من الأوقات عن مخالفاتهم، ولكن بعضها يحتاج فعلاً لتحرير مخالفات إشغال طرق، تصل قيمتها لـ100 دينار على حسب المساحة المستغلة، يضاف إلى ذلك رفع العربة مع تحويلها لموقع الحجز، يتبعها إجراءات دفع الرسوم المترتبة على حجز العربة للإفراج عنها.
وأوضح أن البلدية لن تتوانى عن التعامل مع العربات التي تقف في أماكن خاطئة، والتي تسبب ازدحاماً في الشوارع، ومع العربات التي يُقدم في شأنها شكوى، خصوصاً التي تقف في مواجهة البيوت والمنازل.
الكويت أهل الخير... وفي التعامل «حلوين وطيبين» و«مية مية»
عصام (راعي البرّد): «لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبه»
بكل رحابة صدر وسرور، ومع ابتسامة لم تفارقه طوال الحديث معه، رغم تصببه عرقاً من شدة الحرارة، استقبلنا عصام «بائع البرّد» وهو يعتقد أننا زبائن جدد غرباء عن المنطقة، خصوصاً عندما رآنا ننزل من السيارة متجهين إليه، ليقدم لنا فوراً «المياه» ويقول «سمي واشرب، وصل على النبي».
وبمجرد التعريف عن هويتنا تنهد عصام أحمد، وقال لنا «لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبه، لا يؤلم الجرح إلا من به ألمُ»، فهو بعيد عن أهله ولم يرَ أطفاله منذ سنة ونصف السنة، بسبب الإغلاق ومنع السفر، مؤكداً أنه عند فتح المطار مجدداً، سيذهب إلى مصر لزيارتهم والاطمئنان عليهم، فالاتصالات والمكالمات الهاتفية لا تكفي، ولا تنفع أبداً.
وأضاف أنه منذ 17 سنة يعمل في الكويت بمهنة بيع المثلجات والعصائر، وفي موقعه الحالي منذ سنتين (منطقة الرميثية).
وعن علاقته بأهالي المنطقة وصفها بـ «الوطيدة والممتازة»، لاسيما وأنهم أهل خير، كما أنهم بالتعامل «حلوين وطيبين»، و«مية مية»، و«على رأسنا»، فالعديد من الزبائن يتركون لنا الإكراميات عندما يشتري زبون ما (زجاجة مياه) يترك لنا بقية النقود، فالحمدلله على كل حال.
وأوضح عصام، أن عملهم يكون «في ذروته فترة الصيف والجميع يراعي أننا نقف تحت أشعة الشمس لساعات طويلة، ويعذروننا على ذلك، أنا أقول (لقمة العيش مرة)، فعملي يبدأ منذ الساعة 9 صباحاً حتى الساعة 6 مساء»، مؤكداً «لا يوجد أي مشاكل نعاني منها كبائعين للمثلجات والعصائر»، كما أن بلدية الكويت بصورة دائمة تقوم «بغض النظر عنا، كونها تعلم الظروف التي مررنا بها الفترة الماضية»، بسبب فيروس «كورونا».