No Script

رثاء

علي عبد الرحمن الحويل... عاشق الوطن

تصغير
تكبير

اليوم نرثي... وغداً نُرثى، إنها مشيئة الله تعالى في خلقه، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره فقدت الكويت ابناً باراً من أبنائها المرحوم الدكتور علي عبد الرحمن الحويل.

يصعُب عليّ كثيراً أن أقف لأرثيك، وأنت الذي كنت لي بمثابة الأب، وعزاؤنا أنك بين يدي رب رحيم، أكرمك بسمعة طيبة وسيرة عطرة طيلة ستة وسبعين عاماً، كنت خلالها طبيباً مخلصاً عاشقاً لتراب الوطن الذي خلقت منه وصرت اليه، لقد ترجلت أيها الفارس قبل الأوان.

برحيل العم الغالي تكون إرادة الباري عز وجل قد طوت حياة رجل كبير بعطاءاته وإنجازاته وسجاياه، وبأعماله ومواقفه ومبادراته وبصماته وأياديه البيضاء، والتي صبت جميعها لصالح مسيرة وطننا العزيز.

لقد كان للفقيد الراحل فكره المتميز والراقي الذي سخره في المجالات كافة، رحمك الله ورحم الله أمثالك الطيبين الذين قدموا كل ما يستطيعون تقديمه لخدمة هذا الوطن الذي يرخص له الغالي والنفيس، وستبقى كل الإنجازات والبصمات التي أنجزتها وتركتها خلفك تذكرك في الصبحِ والمساء وستلقي على روحك الطاهرة التحية والسلام.

ومن جانبي الشخصي ستبقى ذكريات الفقيد الراحل باقية في ذهني وفكري، وهي الذكريات التي تحمل في طياتها أجمل وأنبل المعاني الوطنية والإنسانية، وقد جاءت من خلال العديد من اللقاءات والزيارات التي جمعتني به، وكان يستقبلني فيها دائماً بابتسامته المعهودة وبمشاعره الصادقة الجياشة وبتوجيهاته وآرائه السديدة وبأطروحاته الحكيمة ولم يتردد أبداً في تقديم المشورة والنصح لي.

هذا هو الفقيد الراحل العم علي عبد الرحمن الحويل الذي رحل إلى بارئه بعد أن ترك لنا إرثاً من المعاني والمثل الوطنية والإنسانية النبيلة، وترك لنا هذا الزخم الواسع من الأعمال والإنجازات والتي ستبقى شاهدة على عظمة رجل كبير بكل ما تحتويه الكلمات من معانٍ، فيما ستبقى ذكراه خالدة في أذهاننا ومحفورة في أفئدتنا.

نم قرير العين يا عمي فلقد تركت بيننا من نالوا من سمو تربيتك واستمد من كرم أخلاقك الكثير، وكما يقولون لا تموت ذكرى رَجُل خلف وراءه أنجالاً كِراماً نالوا حسن التربية وتزينوا بعظيم الأخلاق من مدرسته وهم لن يتوانوا عن إكمال مسيرتك والتحلي بخصالك.

رحمك الله تعالى يا أبا طلال وليحزن القلب، ولتدمع العين، ولا نقول في مصابنا الجلل برحيلك إلا ما يرضي رب العالمين، وإنا على فراقك لمحزونون، ذِكراك خالدة في قلوبنا وذاكرتنا وضمائرنا ما حيينا... وعهداً بأن نسير ونكمل مسيرة دربك وأن نسير على خُطاك، وأن يبقى بيتك خيمة عزٍ، مُضاء بقناديل المحبة متوهجاً بالعطاء والوفاء.

اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفو عنه وأكرم نُزله ووسع مدخله واغسلهُ بالماء والثلج والبرد، ونقهِ من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي