No Script

الزاوية الخضراء

هل لـ «كورونا» حسنات؟!

تصغير
تكبير

كنا قد وعدناكم في الحلقة الخضراء السابقة - التي استعرضنا فيها السلبيات - أن نحاول الإجابة عن سؤال مستحق، هل أثرت أزمة كورونا إيجابياً على الناس حين فرضت حالة من الهدوء التقطت خلالها الأرض أنفاسها؟!

إن كثيراً من العادات السيئة التي أقلع الناس عنها قد كان ذلك فقط بسبب جائحة كورونا، فقد أجبرتهم إجباراً على تركها، كما أنها قد فرضت على دول العالم أن تُقلع عن أذية البيئة واضطرتها للتصالح معها.

فقد توقف الطيران فجأة بين الدول أو كاد، وفرضت إجراءات الإغلاق وتحديد ساعات العمل وحظر التجول بشكل كلي وتدريجي، كما كانت «كورونا» وبالاً على بعض المهن التي كانت نعمة على آخرين، و«بذا قضت الأيام ما بين أهلها، مصائب قوم عند قوم فوائدُ»، كما خفف الناس من التنقلات الضرورية والتزموا بالقيود واهتموا بالنظافة وحاصروا مَنْ يهملها، وخففوا من المجاملات الاجتماعية الضارة، وعاد الى بيته مَنْ كان منهم يقضي جُلّ وقته «يحوس» بسيارته كقطط الشوارع على غير هدى.

للأسف، لقد كان العالم بحاجة الى أزمة صحية خانقة كي يفيق، وليعيد البشر حساباتهم حتى تتباطأ أنشطتهم الضارة بالبيئة.

فقد كانت الطيور بأنواعها مضطهدة، وأنواع شتى من الأسماك مهددة بالانقراض، والنباتات التي كانت عطشى اهتزت وربت وارتوت وأنبتت من كل زوج بهيج، كل تلك العوالم التي تتقاسم معنا المعيشة على هذا الكوكب، فـ«كورونا» أفسحت لها المجال كي تطعم من جوع وتأمن من خوف.

إن الهواء - الذي لم يسلم أيضاً منا - بعد أن ملأته الدول بالتلوث، فإن التقديرات التي أعلنتها وكالة ناسا للفضاء أفصحت عن تراجع في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين، وهو بالمناسبة غاز سام ويُعد من أكثر الملوثات للهواء، والانبعاثات المرورية من السيارات هي أكبر مصدر له، كما أفاد مركز أبحاث الطاقة عن تراجع بنسبة ثاني أكسيد الكربون، فهل يصدق في حقنا ما قال الشاعر:

إن المصيبة إذا حلّت بالفتى

لو كان يعلم نعمة لا تُشكر!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي