رجاله خاضوا معركة بطولية قدّموا فيها مئات الشهداء بعد حصارهم فتحصّنوا وجعلوا منه جحيماً لجنود الغزو
«معسكر الصمود»... شاهد على ملاحم الحرس الوطني
استطاع الحرس الوطني مقاومة العدوان العراقي على الكويت في الثاني من أغسطس، رغم عدم تكافؤ القوتين، ففي معسكر الحرس الوطني بمنطقة المباركية أبلت قوات الحرس الوطني بلاءً حَسناً دفاعاً عن معسكرها، وقاومت جحافل المعتدي وأعاقت تقدمه، وأوقعت في صفوفه العديد من الخسائر، وظلت محافظة على تفوقها الى أن نفدت ذخيرتها ثم اضطرت لإخلاء الموقع تجنباً لمزيد من الخسائر، بعد أن لقّنوا المعتدي درساً في التضحية والبطولة والدفاع عن الوطن.
وأطلق على معسكر منطقة المباركية لقب «معسكر الصمود» بعد المعركة الملحميّة التي قدم أبناء الكويت فيها مئات الشهداء من رجال الحرس الوطني تم حصارهم في المعسكر، فتحصّنوا، وجعلوا من المعسكر جحيماً لجنود الغزو.
كما شارك عسكريو الحرس الوطني مع صفوف القوات المسلحة الكويتية في حرب تحرير الكويت.
وخلال فترة الغزوالغاشم، واصل الكثيرون من رجال الحرس الوطني العمل في الخلايا السرية لمقاومة العدوان، وكتبوا بعطائهم شهادة استحقاقهم شرف الانتساب للحرس الوطني، وشاركوا في معركة التحرير التي انتهت بطرد الغزاة لتعود الكويت لؤلؤة الخليج.
وقدّم الحرس الوطني قافلة من الشهداء رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن، دفاعاً عن حريته، إضافة إلى العديد من الأسرى.
وما إن اندحر الغزاة حتى عادت الكويت تواصل مسيرة إعادة إعمار ما دمرته القوات الغاشمة، وسار رجال الحرس الوطني على الدرب نفسه، واضعين نصب أعينهم ما أفرزته تجربة الغزو من دروس وعِبر، ليواكبوا مسيرة التطور، فقد كان حجم الدمار الذي أصاب مباني ووحدات وقطاعات الحرس الوطني لا يقل عن حجم الدمار الذي أصاب أي مؤسسة أخرى من مؤسسات الدولة، بل إن الدمار الذي أصاب جهاز الحرس الوطني كان أعظم بسبب تصدي قواته وصمودها في معسكر الصمود بمنطقة المباركية.