من الأقوال القديمة: اللهم اجعل غيري عبرة لي... ولا تجعلني عبرة لغيري.
الأحداث بدأت في تونس... حكم ظالم... كانت نهايته كما في المسلسلات و الأفلام... سقط الظالم وانتصر الشعب.
الأفلام دائماً تنتهي بسقوط الظالم... لكنها لم توضّح لنا ماذا بعد سقوط الظلم...!
أما في تونس فقد بدأت بعدها مرحلة جديدة في عهد هذا البلد... مرحلة من الحريات والأهم من ذلك هو كتابة الدستور لكي يحفظ حقوق الجميع.
لتأتي بعد ذلك انتخابات تشريعية وأخرى رئاسية... أي أن الرئيس في هذا البلد منتخب من الشعب... والبرلمان في هذا البلد أضاع وقته في الخلافات والصراعات الحزبية والشخصية... صراعات سمع بها من كان خارج البلد... حتى أصبح الصراع بين أعضاء البرلمان صفة من صفات البلد... وأصبح صراع البرلمان مكلفاً جداً للشعب التونسي... ترك أعضاء البرلمان عملهم الأساسي وتفرغوا للصراع مع رئاسة المجلس... حتى أصبح إسقاط رئيس المجلس من قبل بعض أعضاء المجلس وبعض الأحزاب هو الهدف الأساسي لوجودهم داخل المجلس... وأصبح صراع البرلمان مع الحكومة معطلاً لأغلب المشاريع الحكومية... دخل البلد في صراع دستوري وقانوني، لكنه للأسف لم يدخل مرحلة العمل على تطوير البلد ورخاء المواطن.
جاءت الجائحة.... وباء يحصد الأرواح ويضغط على المنظومة الصحية لجميع بلاد العالم بلا استثناء... في تونس تفرغ البرلمان للصراعات الشخصية والحزبية، رافعاً من وتيرة الصراع البرلماني الحكومي... مدخلاً المنظومة الصحية في صراعاته... حتى كانت النتيجة هي انهيار المنظومة الصحية وزيادة أعداد الضحايا بسبب هذا الوباء.
عند هذه المرحلة قرر الرئيس المنتخب من الشعب تعطيل الدستور وحلّ البرلمان... وإسقاط الحصانة البرلمانية عن أعضاء البرلمان فاتحاً الطريق للمحاسبة والسؤال الأهم من أين لك هذا؟
فالشعب الذي أسقط الظالم... لم يعترض بشكل واسع على ما فعله الرئيس... فقد عانى الشعب من الصراعات بين أعضاء البرلمان وبين البرلمان والحكومة... فقد اقتنع الشعب أن الصراع بين أعضاء البرلمان، هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى الوضع الذي تمر به تونس.
وكما بدأنا... نعيد ونكرر... لنتعظ ونعتبر... اللهم اجعل غيري عبرة لي... ولا تجعلني عبرة لغيري.