No Script

أضواء

شغب عنصري يطول المنتخب البريطاني!

تصغير
تكبير

ليس غريباً أن يتعرّض اللاعبون السود الثلاثة جادوم وماركوس وبوكايو من المنتخب البريطاني، لموجة من التعليقات العنصرية الساخرة، من قبل مشجعيهم الإنكليز، بسبب فشلهم في تسديد ركلات الجزاء أمام منافسهم المنتخب الإيطالي، الذي فاز ببطولة كأس الأمم الأوروبية.

مشاعر العنصرية هي تراث متأصل في أوروبا تجاه أصحاب البشرة السوداء، منذ العصر الاستعماري للقارة الأفريقية، واستعباد الأفارقة كأيدٍ عاملة في الحقول الزراعية، حيث كانوا يعاملون بطريقة غير إنسانية، ولا يتمتعون بأي حقوق مدنية أو قانونية، ويعيشون مسلوبي الإرادة تحت رحمة ملاكهم البيض القساة.

حتى ميغان زوجة الأمير هاري - حفيد الملكة البريطانية إليزابيث - لم تسلم من بعض التعليقات العنصرية الساخرة، لأن والدتها أميركية من أصول أفريقية. وعانى كذلك اليهود في أوروبا من الاضطهاد، ولم يسمح لهم بالاندماج في المجتمعات الأوروبية، وعاشوا قروناً منبوذين في أحياء معزولة خاصة بهم (الغيتو).

الشيء الوحيد الذي أنقذ اليهود من الاضطهاد هو قانون (معاقبة معاداة الساميّة)، الذي سنّه الأوروبيون بعد هزيمة الألمان في الحرب العالمية الثانية، كرد اعتبار لليهود الذين عانوا الاضطهاد وظروفاً قاسية في معسكرات الاعتقال النازية، تحت طائلة قانون معاداة اليهود النازي.

تحتاج أوروبا اليوم إلى قانون يعاقب من يمارس سلوكاً عنصرياً ضد مواطنيها السود أو غير البيض، بقوة قانون مكافحة معاداة الساميّة نفسه، الذي يحسب له الساسة الأوروبيون ألف حساب، ويتباهون أمام اليهود في تنفيذه، فهو الضمان الوحيد لملاحقة العنصريين ومقاضاتهم قانونياً، ورد الاعتبار لمواطنيهم السود.

قد يتصرّف الأوروبي الأبيض تصرّفاً عنصرياً عفوياً، لكن ما تعرّض له لاعبو المنتخب البريطاني السود من احتقارعنصري، هو سلوك متعمّد مع سبق الإصرار والترّصد، في مناسبة رياضية يفترض أنها تجمع ولا تفرّق، وتتطلّب شكرهم وتقديرهم على ما بذلوه من جهد كبير، أوصل منتخبهم إلى النهائي أو قاب قوسين من البطولة، لصالح سمعة بلدهم الذي يأوي الجميع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي