No Script

خواطر صعلوك

«لا تعيش الدور يا خوي»...!

تصغير
تكبير

الحياة صاخبة فلا تأخذها بهذه الجدية، ابحث عن الضحكة وابذل قصارى جهدك، ولا تقلق في شأن مستقبل البلد والأجيال القادمة؛ فكل جيل يحيا رغماً عن الجيل الذي سبقه، ولن يكون ذلك بفضل الجيل السابق بطبيعة الحال.

أيضاً لا تنغمس في البحث عن المعرفة، وخذ ما ينفعك واعمل به، ومن عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، فكلما بحثت أكثر لمجرد البحث اقتربت من مستشفى المجانين أكثر.

لا تضع مثالاً أعلى لنفسك لتسعى للوصول إليه، سواء كان شيخاً أو أستاذاً أو نجماً أو مناضلاً سياسياً أو حتى صديقاً مقرباً، فذلك أشبه بالجري خلف السراب، ما أن تصل إليه ستكتشف أنّه غير موجود إلا في خيالك، كن أنت وما يُشبهك.

آمن بما تشاء من أفكار المستقبل، وكن مستنيراً كما تشاء، ولكن لا ترفع سقف توقعاتك، كي لا يخيّب أملك، وعش حياتك بالطريقة التي تخوّلك لاجتياز الأزمات والمضي قدماً.

عزيزي القارئ؛ في صيف عام 1931م أرسل المؤرخ والفيلسوف الكبير ويل ديورانت رسالة لمئة شخصية مؤثرة في أميركا وأوروبا، يسأل فيها: هل كلما ازددنا تعليماً وتقدماً أصبحنا أمواتاً بلا مشاعر؟، وقد كان ما سبق في الأعلى هو جواب ويليام أدير روجز الممثل الكوميدي الأميركي على سؤال الفيلسوف، مع تصرّف بسيط مني لبعض العبارات التي اعتقدت أنها مهمة.

إن أسوأ ما يحدث لشبابنا اليوم هو أنهم يعيشون حالات لا تعيشهم، ويتلبسون أدواراً لا تلبسهم، فمنهم دكتور بلا منهجية، وسياسي مُتلبس بالخطاب دون أن تلبسه السياسة، وكاتب غير مسؤول عما يكتب، ومُغرد مؤثر يفتقد مهارات النصيحة العلنية، ومتدين يرتدي زي بني أسد ويتحدث بلسانهم دون تجديد أو تطوير في الممارسة، وطالب في الثانوية العامة لا يطلب شيئاً، ومُتحدث في «كلوب هاوس» لا يقول شيئاً، ووكيل وزارة أو مدير قطاع تلبّسه الكرسي دون مسؤولياته.

أو حامل للقضية الفلسطينية في مواسم التبرعات، ثم ينساها طوال العام، وكل ذلك في الوقت الذي ما زالت بعض المجتمعات العربية تعاني من مشاكل في التطبيع الاجتماعي بين شرائح وفئات في المجتمع، نجد من ينادي بالتطبيع مع إسرائيل.

قل للرجل الذي يوشوش في أذني ويجبرني على المواربة بدلاً من الوضوح أن يصمت قليلاً، وسوف أخبرك بالحقيقة... «لا تعيش الدور ياخوي»، وخذ ببعض نصائح الأستاذ ويليام أدير روجز وتصرّف فيها بما يشبهك، واعلم أن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر!

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي