No Script

قبل الجراحة

إذا كان عباس يدري...!

تصغير
تكبير

عباس يمتلك بقالة صغيرة... حظه من التعليم بسيط... يدير بقالته لوحده... زبائن عباس متنوّعون... منهم التاجر ومنهم الفقير، منهم من يعمل ومنهم العاطل... عباس لاحظ أن معظم العاطلين عن العمل من المهندسين حديثي التخرج... سلطان وجاسم وعماد وفؤاد مهندسون من ضمن زبائن عباس العاطلين عن العمل... مرّ أكثر من سنتين منذ أن تخرّجوا في الجامعة، ولا يوجد لديهم عمل.

صالح لديه محل لبيع المأكولات الغذائية في منطقة المباركية... يساعده منذ ثلاث سنوات ابنه المهندس محمد... فابنه محمد متخرّج منذ ثلاث سنوات... لكن لم يجد عملاً بشهادة الهندسة... فقرّر أن يجد عملاً بشهادته التي حصل عليها ببعثة خارجية... ويقول صالح إن زملاء محمد ابنه في كلية الهندسة جميعهم ما زالوا يبحثون عن عمل.

تشير الإحصائيات - التي أعلنت عنها جمعية المهندسين الكويتية - إلى أن عدد المهندسين الخريجين من أبناء البلد العاطلين عن العمل يتجاوز 2800 مهندس وغالبية الدراسات الحديثة تنصح الطلبة الخريجين بعدم دراسة الهندسة، لوجود أعداد فائضة في معظم تخصصات علم الهندسة... نعم هناك تخصصات في علم الهندسة البلد بحاجة إليها... لكن غالبية التخصصات الهندسية يعاني البلد من فائض فيها... فجمعية المهندسين تذكر لنا بما لا يدعو مجالاً للشك أن هناك 9 تخصصات في علم الهندسة يعاني الحاصلون عليها من صعوبة الحصول على فرصة عمل.

وبمناسبة نتائج القبول للبعثات التي أعلنت أخيراً، هل تمت دراسة حاجة البلد للتخصصات... هل التخصصات وأعداد المقبولين في الكليات الهندسية تعكس حاجة البلد وحاجة سوق العمل، أم أن البلد بحاجة ماسة لمهندسين، لكن التقصير من ديوان الخدمة؟!

إذا جمعنا عدد المهندسين المتوقع تخرّجهم في جامعة الكويت، والبعثات الداخلية في الجامعات الخاصة للعام المقبل... يجعل نتائج القبول للابتعاث الخارجي - التي أعلنت أخيراً - يرتقي إلى العبث بمستقبل أبناء الكويت، وهدر صارخ للأموال العامة ودمار لمستقبل البلد بسبب زيادة أعداد العاطلين عن العمل.

سيادة الرئيس... وأعضاء اللجنة التعليمية في البرلمان... إن نتائج القبول للابتعاث الخارجي تعدّ مادة سهلة لـ«نزاهة» لفتح باب التحقيق لمعرفة هل هناك هدر في الأموال العامة... والأهم العبث في مستقبل الأسر الكويتية... أم أن ديوان الخدمة هو السبب والبلد فعلاً بحاجة لهذا العدد الهائل من المهندسين!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي