No Script

من الخميس إلى الخميس

أين المحبون للكويت ؟

تصغير
تكبير

السائح الكويتي يقضي نصف وقته مُتحسراً على الكويت، حتى أصحاب المسؤولية في الكويت إذا سافروا إلى الخارج يتحسرون على بلدهم!

بلد صغير وشعبه مطيع وأمواله كثيرة، وعلى النقيض شوارعه سيئة ومساحته الخضراء تتلاشى، لماذا؟ كل الأفكار العملية للتخفيف من معاناته لا تُطبق، لماذا؟

الصيف في الكويت يُشعل الأعصاب والحرارة تفوق تحمّل الإنسان، لاسيما بعد أن لعبت المدنية فعلها في زيادة المساحة الخرسانية، من الحلول الجيدة التي وضعها القطاع الخاص ما نراه اليوم في مجمع الأفنيوز، ودليل نجاحه هذا الازدحام الذي نراه داخله، حلٌّ عملي تراه الدولة أمامها ولكنها لا تريد توسعته، لماذا؟ فكرة تغطية مساحات كبيرة تشعرك بأنك في الهواء الطلق مع إضاءة طبيعية ودرجة حرارة معتدلة ومساحات تستعملها كما ترغب، حدائق، ملاعب، مطاعم، متاجر، تلك الفكرة هي فكرة إبداعية تم فيها تطويع الطبيعة لمصلحة الإنسان، ويمكن اعتبار ذلك أفضل حل لحرارة الصيف في الكويت.

الإنسان في الأساس هو تلميذ الطبيعة تعلم منها ومازال يحتاج دروسها، فقد تعلّم الإنسان أول درس من طائر الغراب، تعلّم كيف يدفن الإنسان بعد الموت، وتعلّم من البرق النار وتعلّم من حركة المياه الطاقة وتعلّم كيف يَدفن الماء ليصبح يابسة ويحفر اليابسة ليمر الماء، إذاً الاستفادة من الطبيعة وتطويعها ليسا بدعة بل إنهما عادة قديمة تأخرنا نحن كثيراً في الاستفادة منها.

من يقول إن تكلفة الطاقة عالية في مدن النهار تلك فعليه أن يسأل المختصين، لكن بعضهم يقول إن المحلات التي داخل المساحات المغطاة تستهلك أقل من نصف طاقة التبريد التي تستهلكها نفس المحلات التي تصطلي بالشمس المحرقة في المناطق المكشوفة.

أما تكلفة الإنشاء والصيانة فتوفيرها ليس مستحيلاً، إذا شاركنا قطاعات مختلفة واضعين في اعتبارنا إيجابيات تلك القطع أو المساحات على المزاج العام، وتقليص تكاليف الهروب للخارج.

أتمنى على الحكومة دراسة جدوى تخصيص قطعة واحدة مغطاة في كل منطقة سكنية، هناك يتمشى أهل المنطقة ويجلسون في الحديقة ويتسوقون ويلعب أطفالهم ويشعرون أنهم خارج صيف الكويت الحارق الطويل، بينما يعودون بعد دقائق إلى منازلهم أهدأ أعصابا وأكثر راحة، الصيف في الكويت لا يحتاج إلى تحذيرات فقط ولا إلى هروب، بل يحتاج إلى حلول عملية أصبحت أمامنا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي