الشيخ الدكتور وليد العلي - رحمه الله - قمّة في العطاء... فأين وفاء وزارة الأوقاف؟!
تحضر شخصية الشيخ الدكتور وليد العلي، رحمه الله، في حياته واستشهاده بإذن الله، في قلوب محبيه وتلامذته، فهو الأستاذ الجامعي والإمام والخطيب بالمسجد الكبير لسنوات طويلة، قبل الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياته في بوركينا فاسو، خلال رحلة دعوية هو والداعية فهد الحسيني - رحمهما الله - بتاريخ 13 أغسطس 2017.
وقد خيّم حزن عميق على جميع محبي الفقيدين داخل وخارج الكويت، باعتبار أنه إجرام مورس في حق داعيين من دعاة الإسلام والسلام، كما استنكرت الأوساط الرسمية والأهلية، ذلك العمل الإرهابي الشنيع.
فقد عبّر صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله، بعد الحادث مباشرة عن بالغ حزنه لهذا العمل الإجرامي، ووجّه بإرسال طائرة خاصة لنقل جثماني الفقيدين إلى أرض الوطن.
كما أفاض كثير من العلماء والمسؤولين وطلبة العلم، في ذكر خصال الدكتور وليد العلي، وأعماله التي أصّلها وأسسها لخدمة المسلمين.
وبتاريخ 15 أغسطس 2017، أي بعد يومين من الحادث، نشرت جميع وسائل الإعلام المحلية ووكالة الأنباء «كونا»، تصريحاً لوكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعد أن عدّد مآثر الفقيد ووعد بأنه سيطلق اسم «مركز الدكتور وليد العلي الثقافي» على مبنى المركز الثقافي في المسجد الكبير.
وقد مر على هذا التصريح، الذي حرصت الوزارة (في حينه) على متابعة نشره في وسائل الإعلام، أربع سنوات.
واليوم كان لزاماً علينا من باب (الوفاء) للدكتور وليد العلي، رحمه الله، أن نذكّر الوزارة بوعدها ونتساءل، خاصة وأن المبنى جاهز منذ فترة طويلة: كان رحمه الله قمّة في العطاء فأين الوفاء منكم؟!
وليست وزارة الأوقاف بحاجة إلى التذكير، بأن قيمة الوفاء تقتضي تنفيذ الوعد، خاصة مع شخصية في مستوى الدكتور وليد العلي - رحمه الله - الذي ارتقى فيه العطاء العلمي والتربوي والدعوي والإنساني، إلى أرقى مقاماته، فالذي كان منه العطاء يستحق من وزارة الأوقاف الوفاء.
إن الوزارة حريصة في إستراتيجيتها على غرس القيم، وأن قيمة الوفاء واحدة من تلك القيم، التي تحتاج أن تُذكر نفسها مع أعلام نشروا الفكر النبيل، وربوا الأجيال على القيم الإيجابية.
كما أن (الوفاء) قيمة وفضيلة حث عليها الإسلام، بل إن جميع الأنبياء أوصوا أممهم بها وساروا عليها.
وأن أعظم الوفاء هو وفاء الأحياء للأموات... هذا الوفاء الذي لاتشوبه شائبة ولا مصالح زائلة، وفاء لايسمعه إلا الله تعالى ويجازي به.
وأخيراً... أتمنى أن تستفيد وزارة الأوقاف من الأندية الرياضية والجهات المعنية عن الثقافة والفنون والآداب وجمعية الهلال الأحمر الكويتية والمؤسسات المصرفية، وغيرها من مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية في تجسيدها لهذه القيمة العظيمة... قيمة (الوفاء) وخاصة لشخصية بحجم الدكتور وليد العلي - رحمه الله رحمة واسعة.
* مدير إدارة المسجد الكبير سابقاً