إنذارات... مع وقف التنفيذ

No Image
تصغير
تكبير

- إشارات المرور... أساس البطاقات الملونة

على غرار البطولات الكبرى كافة، سيتم توقيف اللاعبين أو المدربين المطرودين، في «يورو 2020»، في المباراة التالية من المسابقة.

لكن في حال الخطأ الجسيم، يمكن للجنة الانضباط في الاتحاد الدولي تعزيز العقوبة وسحبها إلى مسابقات أخرى.

أما لجهة الإنذارات، فيتمّ توقيف كل لاعب أو مدرب حصل على إنذارين للمباراة التالية، لكن العدّاد يتمّ تصفيره بعد ربع النهائي، لتفادي غياب من يتلقى إنذارات في نصف النهائي، عن المباراة النهائية.

أمام تشيكيا، افتقدت إنكلترا إلى فيل فودين الحاصل على إنذار في المباراة الأولى أمام كرواتيا، غير أن ما أثار الشكوك أن المدرب غاريث ساوثغيت لم يضعه حتى على دكة البدلاء، بل استبعده تماماً من التشكيلة.

التوضيح جاء على لسان ساوثغيت نفسه: «لديه إنذار، ولأننا سنخسر لاعبَين آخرَين هما ماسون ماونت وبن تشيلويل، في ثمن النهائي بسبب كورونا، فإني لم أرغب بالمخاطرة. أعتقد أن قراري منطقي».

وجاءت الخطوة بالتوازي مع تصريح للنجم السابق للمنتخب، واين روني، الذي نصح ساوثغيت باستبعاد فودين.

منتخب آخر اعتمد «الحيلة» نفسها، فقد استبعدت ويلز كييفر مور، بن ديفيس، وكريس ميفم، أمام إيطاليا في الجولة الثالثة من دور المجموعات، خشية الحصول على إنذارٍ ثانٍ.

ولكن من أين جاءت فكرة منح الإنذارات في الأساس في كرة القدم؟

اقتبست فكرة البطاقات الصفراء والحمراء من إشارات المرور، وكان وراء ذلك حكم بريطاني يدعى كن استون عندما توقف أمام إحداها في لندن، في 24 يوليو، في غمرة مونديال 1966 في انكلترا.

تبادرت الفكرة إلى ذهن استون أمام إحدى إشارات المرور في «رايت لين»، أحد أحياء شارع «هاي كينزينغتون»، فتذكر الفوضى التي عمت مباراة الأرجنتين وانكلترا في ربع نهائي المونديال ذاته، أمام 90 ألف متفرج.

لم ترقَ المباراة إلى المستوى المنتظر بسبب الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون وحالت دون ترجمة الفرص إلى أهداف، وكان الحدث البارز فيها الدقيقة 36 التي شهدت مشادة كلامية بين القائد الأرجنتيني انطونيو راتان والحكم الألماني رودولف كريتلين بعدما احتج الأول على الثاني بداعي تحيز الأخير لإنكلترا.

وأشار الحكم إلى قائد الأرجنتين بالابتعاد عنه لمواصلة اللعب، بيد أن الأخير رفض واحتج بشدة على كريتلين الذي لم يفهم ما كان يردده راتان.

عندها أمره بالتوجه إلى غرفة الملابس، فلم يمتثل الأرجنتيني للأمر وبقي على أرضية الملعب، مواصلاً احتجاجاته.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن لاعبي منتخب الارجنتين التفوا حول الحكم، معترضين على قراراته قبل أن ينسحبوا من الملعب.

تدخل مسؤولو الفريق الأميركي الجنوبي لإعادة الأمور إلى نصابها، وطلبوا من اللاعبين العودة ومواصلة اللعب، كما تدخل رئيس لجنة التحكيم وأقنع راتان، الذي كان يطالب بمترجم للتحدث إلى الحكم، بمغادرة الملعب، وبالتالي جرى تفادي أول حادثة انسحاب في «العرس العالمي».

انتهت المباراة بفوز انكلترا بهدف، لكن اللاعبين والمسؤولين الأرجنتينيين لم يتقبلوا الخسارة وأحدثوا شغباً بعد الصافرة النهائية.

وأوضحت الصحف أن الحكم انذر الإنكليزيين بوبي وجاكي تشارلتون، وهو ما نفاه الأخيران.

وفتح الاتحاد الدولي تحقيقاً عاجلاً في الموضوع استغرق ساعات وفرض عقوبات قاسية على الاتحاد الأرجنتيني، بينها غرامات مالية وإيقافات بحق راتان ولاعبين آخرين.

وعندما كان سائق سيارة أجرة يتذكر تلك الحادثة، لفتت انتباهه الإشارات الضوئية، فالأخضر يفسح المجال للمرور، يليه الأصفر الذي يحذر بالتمهل والاستعداد للوقوف عندما يضيء الأحمر، فصرخ قائلاً: «يمكننا استعمال بطاقات ملونة لتحديد الإنذارات والطرد».

من هنا، قرر الحكم الدولي السابق كن استون الذي كان داخل سيارة الأجرة نفسها تطبيق نظام البطاقات في كأس العالم 1970 في المكسيك.

الحكم الألماني كورت تشنيشر كان أول من أشهر البطاقة الصفراء أثناء قيادته المباراة الافتتاحية لمونديال المكسيك عندما رفعها في وجه الروسي اساتياني قبل أن يبرز 4 بطاقات صفراء أخرى في المباراة عينها.

ولم تشهد كأس العالم 1970 التي تميزت بالروح الرياضية إشهار أي بطاقة حمراء.

وتعمم نظام البطاقات في العالم بأسره وبدأ منذ ذلك الحين يطبق في المباريات كافة.

وكان الحكام يستعملون أحيانا البطاقات الخضراء أيضا للفت نظر الأطباء بالدخول إلى الملعب في حال إصابة أحد اللاعبين واستخدمت كذلك بطاقات زرقاء للدعوة إلى الانضباط والالتزام بالروح الرياضية.

وطبق النظام عينه في الكثير من الألعاب الرياضية أبرزها الركبي والهوكي.

ولم يتوقف إبداع استون عند البطاقات الملونة فحسب، بل إنه كان وراء تحديد زي موحد للحكام وحمل حكمي التماس للراية للإعلان عن الأخطاء وحالات التسلل، فضلاً عن اعتماد حكم رابع والاستعانة باللوحة للاعلان عن التبديلات أثناء المباريات، كما أن قوانين حالية عدة يعود الفضل في إقرارها إلى الحكم البريطاني نفسه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي