No Script

من الخميس إلى الخميس

الحرب مهمة الدولة

تصغير
تكبير

وَرد يتفتح للحياة، وأزهار تستقبل الأمل، ومن دون استئذان يقتحم الشر تلك النفوس يتبدل الحال، يبتعد الشاب عن أحبابه، ينعزل عن أقرانه الصالحين، لم يعد مهتماً بغذائه وتعليمه، ومع الأيام تختلف شخصيته ويتحول الشاب المسالم إلى إنسان مسخ سريع الانفعال، لا تمنعه قيم ولا يردعه قانون، إنها خطوات متواصلة في طريق طويل من المعاناة التي تنال الإنسان وكل محبيه، إنها رحلة الشر، والمخدرات.

ورغم كثرة المؤتمرات والندوات والنشرات، التي تُحذر من المخدرات إلا أن أعداد المدمنين في ازدياد والمؤشرات لا تبشر بالخير.

أسئلة عدة بحاجة إلى أجوبة صريحة؟ ما الذي يدفع المدمن لمواجهة كل هذه المخاطر، من أجل شيء يعلم علم اليقين مضرته إن لم يقلع عنه؟ ما الذي يجعل الإنسان ينفق ما يملكه لقاء مواد تتلف عقله وأخلاقه وصحته؟ المدمن يرى نفسه يسقط في هاوية وهو يسحب معه أطفاله ووالديه ومحبيه دون رحمة ولا شفقة، ورغم ذلك يستمر في إيذاء أبنائه ومحبيه، إنه شر يجري في الإنسان مجرى الدم.

إن كثيراً من المتخصصين يقفون أمام هذه الآفة ضعفاء وهم لا يرَوْنَ الجهود المتفرقة مهما نشطت، أنها مجدية أمام هذا الشر الكبير، إن الحلَ الأمثل للحد من شرِّ المخدرات بإعلان الحرب ضده، والتي تشمل كل منافذه: زراعته، تصنيعه، تهريبه، توزيعه، تعاطيه وصولاً إلى مراكز العلاج والتأهيل والتوعية والتحصين.

دون إعلان الحرب الشاملة سيفتك هذا الشر بشبابنا ويحرمنا من عناصر قوتنا، وسنجد بين فترة وأخرى أُسَراً تدفع حياتها ثمناً لمدمن يقود سيارته دون وعي أو جرائم قتل راح ضحيتها أبرياء على يد متعاطين، اختلت لديهم قيم الرحمة والشفقة، أو نجد أحد أبنائنا ميّتاً بجرعة مخدر أمام مستشفياتنا، وقد تخلص منه أصحاب الشر الذين لم يذرفوا دمعة حزن عليه.

ولأنها حرب، بكل ما تحمله من معنى، فلا بد أن تتولى الدولة إعلانها من خلال سيطرتها على الموارد، وامتلاكها أدوات القتال، إنها مسؤوليةٌ لا بد أن تتحملها الحكومة وتُسخّر كل طاقتها من أجل النصر، لقد فقدنا في حرب المخدرات أكثر مما فقدناه بمشاركتنا في الحروب العربية أو أثناء غزو وتحرير بلادنا، فماذا نحن منتظرون؟

إن المطالبة بعودة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، أصبحت مستحقةً ونحن نُقدّر سبب إيقافها، ولكن إعادتها ضرورة مع تطوير عملها وحسن اختيار أعضائها، إننا أمام تحدّ لمستقبل شبابنا والعمل الجماعي المشترك هو الطريق الأفضل والأقصر، لإنقاذ أرواح شبابنا والحد من تلك الآفة.

فجميعاً يعلم أن الأمن يتحقق أحياناً بإعلان الحرب، ونحن اليوم بحاجة إلى إعلان الحرب على المخدرات دون تردد، إنني على ثقة كبيرة بحرص قيادتنا الحكيمة على مستقبل الكويت وأبنائها، وأن تلك القيادة ستختار الطريق السليم للانتصار في هذه المعركة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي