No Script

رسائل في زجاجة

الخُضرة والوجه الحسن

تصغير
تكبير

الجو هذه الأيام من كل عام، تأتي فيه الرياح محملة بالأتربة، والتي تسمى برياح البوارح، وهي رياح شمالية غربية محملة بالأتربة والغبار، وكما هو معروف أن الغبار يؤدي إلى ضيق في التنفس وبعض الأمراض كالتهابات اللوز والأذن والأنف، عدا تراكم الأتربة في الطرقات والشوارع الرئيسية خصوصاً الخارجية منها، وبما أن الكويت بلد ذات طابع ومناخ صحراوي، ودرجة حرارة عالية تصل إلى الخمسين في الظل وقليلة الأمطار، ولكن الله أنعم عليها بمياه البحر وتكريرها، لتصبح جاهزة للشرب والري، واستغلال فصول نزول الأمطار بتخزينها في جوف الأرض.

لماذا لا تقوم الدولة - متمثلة في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بتخضير الأراضي الشاسعة، خصوصاً الحدودية وزراعتها بأشكال من الشجر والنخيل، لتكون مصدات للرياح المحملة بالأتربة، وتعطي منظراً جمالياً ومسكناً للطيور المهاجرة، ولتحسين درجات الحرارة، ويمكن أيضاً مدّ أنابيب خرسانة من البحر إلى الأراضي الصحراوية، وهو لن يكون عائقاً لشركة النفط متى ما أرادت التنقيب أو الحفر، وذلك للتقليل من درجة الحرارة والغبار، أو توزيع هذه الأراضي على من لديه الإمكانات لزراعتها لمدة خمس عشرة سنةً أو أكثر، لبعض المواطنين الذين لا يملكون المزارع أو الجواخير أو الشاليهات وغيرها، ليقوم المواطن بزراعتها بأشكال متنوعة من الأشجار والشجيرات المثمرة وغيرها، وتكون هذه الأراضي محدودة المساحة بآلاف عدة من الأمتار لتكون كاستراحات ومنتزهات لهذه الأسر، ومتنفساً لهم ولأسرهم مع وضع الضوابط اللازمة لذلك، لا يعقل أن نترك الأراضي الصحراوية خالية من أي كائن ويكون الاهتمام فقط على الساحل الذي لم يبق منه إلا جزء بسيط يتمتع به المواطن والمقيم، فلنجمّل وجه الكويت بالخضرة حتى تكون خضراء وجميلة، وذات وجه حسن مكتمل، حيث إن الخُضرة والماء الجاري والوجه الحسن يجلي البصر ويفرح الفؤاد.

وليس هذا صعباً على الأخ العزيز الشيخ محمد اليوسف الصباح مدير عام الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، إذا ما أعطي ووفّر له كل الإمكانات اللازمة بتشجير الصحراء القاحلة، ومد المياه إليها والاستعانة بالمياه الجوفية. «اللهم اجعل الكويت بلداً أخضر يسر الناظرين».

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها، من كل سوء و مكروه.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي