No Script

محللوها يغازلون الأفراد بتوصيات مجانية تستهدف الأسهم «الشعبية»

«قروبات واتس آب وتيليغرام» تتحكم بقرارات صغار المتداولين... بدون ترخيص


هل يُمكن إحكام الرقابة على محللي «القروبات»؟ 	(تصوير أسعد عبدالله)
هل يُمكن إحكام الرقابة على محللي «القروبات»؟ (تصوير أسعد عبدالله)
تصغير
تكبير

- 10 آلاف متابع لأحد «القروبات» وإجمالي السيولة يصل 30 مليون دينار
- المحلّلون يقرأون مستقبل الأسهم دون تقديم ضمانات تحمي الصغار
- البعض يستغل الزخم بترويج شركات ورقية

شهدت الفترة الأخيرة انتشاراً أوسع لحسابات مجاميع «قروبات» على تطبيقات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها «واتس آب» و«تيليغرام»، تطرح نفسها كمتخصصة في تحليل تداولات الأسهم، بإعطاء نصائح غير مباشرة، لكن بدون ترخيص من هيئة أسواق المال، يسمح بذلك.ويبدو أن هذه الحسابات نشطت في الفترة الأخيرة، للدرجة التي بات «القروب» الواحد يضم مشتركين تتراوح أعدادهم بين 5 و10 آلاف متابع، غالبيتهم مستثمرين أفراد يتحرّكون بشكل مضاربي على الأسهم، إضافة إلى فئة حديثي العهد بالتداول.

ورغم انطلاقها قبل سنوات، إلا أن تأثير هذه «القروبات» ورواجها بات أكثر حضوراً في ظل الزخم الذي تشهده البورصة بالآونة الأخيرة، والقفزات السعرية التي حققتها الأسهم التي تتواتر أسماؤها من خلال مشاركات الأعضاء في تلك المنصات.

وسرعان ما أصبحت «القروبات» محل اهتمام مسؤولي مجموعات وشركات مُدرجة لتأثيرها الكبير في توجهات تداول الأسهم، بعد أن أصبحت نافذة لإطلاق التحليلات والقراءات الفنية وتحديد مستويات الدعم والمقاومة لكل سهم على حدة.

وقدرت مصادر متابعة متوسط حجم السيولة التي تعود إلى العضو الواحد بين 20 و50 ألف دينار، مع الأخذ بالاعتبار أن هناك محافظ أقل من ذلك بكثير، وكذلك هناك ما يعادل أضعافها، إذ تبلغ قيمة محافظ بعض الأطراف مئات الآلاف من الدنانير.

ويؤدي ذلك لأن تكون هذه «القروبات» سبباً في توجيه قرارات أصحاب سيولة تتراوح بين 12 و30 مليون دينار على أسهم، لا سيما «الشعبية»، باستثناء شريحة صغيرة من هؤلاء تتحرك في نطاق الأسهم القيادية التي تُدار من قبل الصناديق والمحافظ الكبيرة، واللاعبين المؤثرين.

تدفق السيولة وفي حين تؤكد مصادر أن التحليل والقراءة الفنية غير الملزمة التي يطلقها محللو «القروبات» تمثل داعماً رئيسياً لتدفق السيولة نحو أسهم معينة، تقول المصادر ذاتها إن «هناك من يملك خبرة بأسواق المال والبورصة من رواد هذه (القروبات)، لكن الأمر لا يخلو من مخاطرة، لاسيما وأن البعض يسعى للترويج لبعض الشركات الورقية، ما يمثل خطراً قد يؤدي إلى الإضرار بحقوق صغار المتداولين في البورصة».

وعملياً يطرح هذا الأمر سؤالاً حول مدى شرعية وقانونية «القروبات» خصوصاً بعد أن باتت مؤثرة بشكل كبير في التوجهات الاستثمارية للأفراد وأصحاب المحافظ الصغيرة، وربما المتوسطة، وما إذا كان بالإمكان إحكام الرقابة عليها بترخيصها، لاسيما وأن هيئة أسواق المال تبحث اليوم منح تراخيص «محلل مالي للأفراد» قادر على إصدار التوصيات؟ وإلى ذلك تمنح الشروط المنتظر اعتمادها من قبل هيئة أسواق المال الشخص المهيّأ رخصة محلل مالي خلال الفترة المقبلة تشمل: مراعاة المرخص له مبدأ تعارض المصالح في إجراء أو خطوة أو توجيه نصيحة على سهم بعينه، وألّا تربط حامل الترخيص أي علاقة استثمارية أو لديه ملكية برأسمال الشركة المستهدفة بالتحليل والتوصية، وألا يكون مرتبطاً بعقد استشاري لدى الشركة أو أي شركاتها التابعة والزميلة، وأن يكون حاصلاً على الشهادات المهنية المؤهلة لمثل هذه الأنشطة المهمة أو لديه سنوات خبرة كافية لممارسة هذا النشاط.

وحسب المصادر «تركت (قروبات) منصات التواصل أثراً إيجابياً في روادها، خصوصاً مع تفاعل بعض مسؤولي شركات ارتفعت أسهمها بتصريحات وإيحاءات إيجابية حول مستقبل شركاتهم ونتائج أعمالها وإستراتيجيتها المرتقبة»، إلا أنها دعت إلى أخذ الحيطة والحذر عند متابعة تلك التحليلات الفنية أو تصريحات مسؤولي الشركات أو المراقبين للسوق، حيث تحتمل الصورة أكثر من مشهد، خصوصاً أن سوق الأسهم يتأثر بمعطيات أخرى تتعلق بتطورات الساحة اقتصادياً وسياسياً، وليست فقط تحليلاً وتحديداً لمستويات الدعم والشراء، وما إذا كان السهم مهيأ للارتفاع أو عكس ذلك.

حتى لا تقع فريسة لموجات مضاربية نصحت مصادر استثمارية بالتمعن في قراءة البيانات المالية لأي شركة والتأكد من متانة أوضاعها قبل الاستثمار في أسهمها، مؤكدة أن توافر العوامل التي تدعم استمرارية الشركة واستدامة أرباحها تمثل المعطيات الأهم التي تشجع على الاستثمار فيها.

ولفتت إلى أن المضاربات بدأت تعود إلى الواجهة أكثر من أي وقت مضى، ما يتطلب الحيطة والحذر، ملمحة إلى أن «غروبات» تطبيقات التواصل الاجتماعي والمنتديات تؤثر بلاشك في مسار الأسهم الشعبية وأسعارها المتداولة حال اندفع صغار المتعاملين في البورصة للشراء في ظل قناعتهم بما يتردد من تحليل وقراءة فنية لأوضاعها.

ونوهت إلى أن العديد من القراءات أحياناً قد تكون منطقية، إلا أن التمعن والمراجعة والمقارنة أمور مطلوبة حتى لا يقع صغار المتعاملين فريسة لموجات مضاربية.

اللبيب بالإشارة يفهم فيما تنتهي توصية الشراء أو البيع التي يقدمها الناشط في «القروب» بتعليق منه مفاده أنها «ليست دعوة للبيع أو الشراء»، إلا أن رواد المنصة يتفاعلون على الفور مع مضمون التوصية بيعاً أو شراءً فـ«اللبيب بالإشارة يفهمُ»، فيما تتضمن تلك التوصيات قراءة لحدود الدعم والمقاومة والحركة التاريخية للأسهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي