مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / بطيخ شرط السكين!

تصغير
تكبير
ترى وتسمع ما يدور حولك من ضجيج وصخب لا حد له، ذاك بائع يصيح وبأعلى صوته ينادي الزبائن، لديه بطيخ شرط السكين، عرض مغرٍ يسيل له اللعاب، بطيخة لذيذة وشرط السكين مع ضمان الجودة! هكذا، هب القوم دفعة واحدة يتسابقون عند هذا البائع لعلهم يحظون بما لذ وطاب، بدلاً من التسكع أمام المحال الأخرى، من يضمن أن هناك عرضاً أفضل من هذا؟

كالوا المديح وقالوا ما لم تقله العربان في الأزمان الغابرة، أطربوا فرحاً، ونسوا أنفسهم، واعتقدوا وهم في غمرة فرحهم أنهم أصحاب الغلبة، شاع خبرهم بين الناس كالنار في الهشيم، هناك من توعد، وهناك من قال انها نهاية النملة عندما تطير، وعندها ظهر حكيم يراقب الأحداث من بعيد قائلاً ان غداً لناظره لقريب، افرح يا هذا ستدفع الثمن، في العلن تعلن موقفاً، وفي السر مخادع كبير!

يا ليتك نظرت إلى سابقيك أين هم الآن، فلا صوت لهم، ولا صورة، أتعرف لماذا يا أخا العرب؟ لأنهم حنثوا بأيمانهم، ونكصوا عن وعودهم، فكانت النتيجة الحتمية البقاء في البيوت يتجرعون ما فعلته أيديهم!

* * *

من أين لك هذا، قانون يحظى بإجماع شعبي كبير، قانون في حال إقراره سيعيد صياغة المواقف السياسية بشكل جذري، قد يعارض البعض ويقول ان كلمة صياغة بها مبالغة، متناسياً أن كثيرا من مواقف بعض النواب السلبية تجاه القضايا الشعبية والحيوية، جاءت بناء على مصالح خاصة وشخصية، لا شأن لها بالصالح العام، وهذا يثير الكثير من علامات الاستفهام عن المستفيد الأول من عدم إقرار هذا القانون، وما السر من وراء إهماله وبشكل متعمد؟

إن أردنا حقا أن نضع حداً للانتهازيين، ومن سار على خطاهم من بائعي الضمير، فعلينا إقرار هذا القانون لعله يساهم في تنقية الساحة مما شابها من أمور غريبة، ومستهجنة، ومرفوضة، لم نمر بها طيلة تاريخنا الديموقراطي!





مبارك محمد الهاجري

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي