«المطربون تائهون ولا يعرفون لهم سكة»!
سامي العلي لـ «الراي»: هوية الأغنية الكويتية لم تعد واضحة!
- جيل الثمانينات ذواق... يسمع ويعاتب ويعرف معنى الكلمة ويقدر الشاعر والملحن والمطرب
- الملحنون الشباب ابتعدوا كثيراً عن الإيقاع والنغم الكويتي
قال الشاعر سامي العلي رأيه بكل وضوح في الأغنية الشبابية وما يقدمه المطربون والملحنون الشباب، وعن سبب هبوط مستوى الأغنية الكويتية حالياً، مبرراً هذا الأمر في حوار مع «الراي»، بأن «المطربين لا يعرفون لهم سكة وتائهون وأن الملحنين يقلدون الغرب، ما جعل هوية الأغنية الكويتية غير واضحة»، لافتاً إلى أنه شاعر متجدد، ولكن ليس كما يريدون فهو لا يكتب «الإفيهات».
وفيما اعتبر أن جيل الثمانينات جيل ذواق، رأى أنه لا يقسو على الجيل الشاب، بل يريد مصلحتهم.
• ما سبب ارتباط اسمك بجيل الثمانينات؟
- جيل الثمانينات جيل ذواق يسمع ويعاتب ويعرف معنى الكلمة ويقدر الشاعر والملحن والمطرب، وتلك الفترة كانت عبارة عن نقلة للأغنية الكويتية بظهور جيل جديد من المطربين وكذلك الملحنون أمثال راشد الخضر «رحمة الله عليه» وسليمان الملا وأنور عبدالله الذين أدخلوا علينا الألحان التي تعتمد على الأغاني العدنية والإيقاعات الهندية، وأنا سعيد كون اسمي ارتبط بتلك المرحلة الفنية التي شهدت ازدهاراً ونجاحاً كبيرين للأغنية الكويتية.
• ما رأيك بالمطربين والملحنين الشباب؟
- الملحنون الشباب ابتعدوا كثيراً عن الإيقاع والنغم الكويتي لهذا السبب هوية الأغنية الكويتية لم تعد واضحة لدى الجمهور، وهذا ينطبق أيضاً على المطربين فهم تائهون ولا يعرفون لهم «سكة» ليمشوا عليها بخطوات ثابتة، فجميعهم يحاولون تقليد مطربي الغرب، ما جعل الأغنية الحالية مجرد «شو».
• معنى كلامك أن الأغنية الشبابية لا تعجبك؟
- نعم، وليس أنا فقط، بل هي لا تعجب الكثير غيري لدرجة كبيرة. أعطني اسم مطرب جديد له أغنية ضاربة، حتى وإن قالوا إن الأغنية حققت مليون مشاهدة على «يوتيوب» (خير إن شاء الله) لكن السؤال من أعجب فيها، وهل هي بصمة للفن الكويتي فليس كل ما نشوفه يعجبنا.
• ألا تلاحظ أنك قاس عليهم؟
- لا بالعكس، أنا أريد مصلحتهم ومن حرصي عليهم، فهم فنانون شباب (عيال الكويت) وواجب عليّ أن أقدم لهم النصيحة، فهم يملكون أصواتاً جميلة، ولكنهم لا يعرفون «السكة» ولا إلى أين يتجهون في حياتهم الفنية حتى يحققوا النجاح ويحافظوا على شكل ولون الأغنية الكويتية، وأنا لا ألومهم، لأن لا يوجد ملحنين لأن النقلة المهمة بالفن تقع على عاتق الملحن، خصوصاً إذا كان موهوباً، فهو يساهم في نقل الأغنية من مرحلة إلى مرحلة أكثر تطوراً وأكبر نجاحاً.
• يقال إنك شاعر غير متجدد فما تعليقك؟
- ماذا يقصدون بغير متجدد هل يريدون مني أن أكتب (الإفيهات) في الأغنية أو أكتب كلاماً مصففاً «جنب بعض»، حتى يقولون عني شاعراً متجدداً.
لا أنا أكتب الكلمة والمفردة الواضحة المعنى والتي تلامس المشاعر والتي أعرف بأنها تعبر عني وعن إحساسي وأريد أن يسمعها الناس.
• إذاً بماذا تفسر قلة تعاونك مع المطربين الشباب؟
- الفنانون الشباب لهم سكة غير سكتي، فهم يريدون نوعية ألحان وإيقاعات غربية، ويريدون أغنية عبارة عن سالفة كلمة وراء كلمة، وهذا غير صحيح فالشعر الغنائي عبارة عن (كوبليه) وهم لا يمشون على الكوبليه، وبالنسبة إليّ سهل أن اكتب ما يُغنى الآن، لكن هذا لن يضيف إليّ شيئاً.
• هل ترى أن الأغنية الكويتية تعيش حالة من الهبوط في مستواها؟
- في جميع الدول، ليس في الكويت فقط، حتى في الخليج ومصر.
فالأغنية أصبحت لا تحمل الهوية الوطنية، والكل «ضايع» ولا يعرف كيف يقدم فناً بشكل ولون مغاير يجذب به الجمهور.
فما أن يظهر لنا جيل فني، تجد الكل يتبعه ويقلده وهذا خطأ ساهم في التأثير على الأغنية.
نحن بحاجة إلى فنانين شباب موهوبين يسعون إلى التغيير ويحاولون أن يقدموا أغنية ناجحة مع الحفاظ على الهوية التي تمثلها الدولة.
• لمن تكتب؟
- أكتب للناس الذين يملكون ذوقاً وحساً فنياً، ولا أقصد هنا النخبة، أو أناساً معينين.
فالكل يستطيع أن يسمع ويملك ذوقاً، ولكن على الشاعر نفسه أن يقدم الشعر الغنائي الراقي الذي يناسب كل الناس وجميع الأعمار، فالكلمة الجميلة البسيطة يفهمها الجميع وتدخل القلوب وتعيش في الذاكرة وتصبح علامة فارقة في الأغنية الكويتية لكل زمان ومكان، وهذا الذي أتبعه في أسلوبي في كتابة الأغنية.
• ما الجديد الذي تحضره للجمهور؟
- صعوبة أنك تحضر شيئاً جديداً، والسبب هو أنه لم نعد نجتمع مثل السابق مع المطربين والملحنين، وهذا جعل هناك حالاً من البعد والركود، فالاغنية عبارة عن ثلاثية الأضلاع بين شاعر وملحن ومطرب.
إن اجتمعوا وجلسوا مع بعض، فمن المؤكد أن ينتج عمل فني مميز.
أما الآن، فالتعاونات تتم عن طريق التلفون أو التنقل من ستوديو إلى آخر، وهذا يجعلك لا تشعر بنوعية الكلمة ولا بجمال اللحن، وبرأيي الأشياء الرائعة لا تكتب ولا تلحن إن لم نشعر بها، ورغم هذا، لم أتوقف عن الكتابة ولدي نصوص جديدة وسوف أعرضها على فنانين وأنتظر من يغنيها.