د. وائل الحساوي / نسمات / لننظر إلى ما بعد 8/12/2009

تصغير
تكبير
أسدل الستار بالامس على مشهد درامي من مسيرة مجلس الامة وتخطت الحكومة مرحلة «فوبيا الاستجوابات» وتبين لها بأن نواب المجلس حتى ولو استخدم بعضهم جميع قدراته وتكتيكاته فإنه لن يستطيع التأثير على الغالبية من النواب التي تقيس الامور بتعقل وروية وترفض الانجرار وراء بناء الامجاد والبطولات الشعبية على حساب البلد.

ان تجديد الثقة بسمو رئيس مجلس الوزراء بأكثر من 36 عضوا من اعضاء المجلس يمثل رسالة واضحة بأن النواب يمكنهم التعاون مع الشيخ ناصر وتحقيق مصلحة البلاد من خلال حكومته، وهي رسالة واضحة للذين آثروا النزول الى الشارع وتأليبه على الحكومة وطالبوا برحيل الحكومة ورئيسها بأن هذا التصرف وإن كان لا يخالف الدستور لكنه لا يمثل رأي المجتمع.

لقد انتصر النواب وانتصرت الحكومة في تلك الاستجوابات، وشعر الجميع بالافتخار ان دخلت الكويت في موسوعة «غينتس» لاعتلاء اول رئيس وزراء عربي منصة الاستجواب، والانسان لا يقيس انجازاته الا من خلال مقارنتها بما لم يستطع غيره تحقيقه، وهذا لا يعني ان الشعب الكويتي يقر الاخطاء التي وقعت من الشيخ ناصر او من حكومته وإنما يضعها في موضعها الصحيح دون افراط ولا تفريط، ولا شك ان الحكومة مجتمعة ستستفيد من تلك الاستجوابات بأخذ الحيطة والحذر وبحساب جميع خطواتها قبل ان تقدم على شيء في المستقبل.

أما ما نسمعه من بعض الأفواه بأن ما حدث قد اعطى الحكومة شيكا على بياض لتفعل ما تشاء لأن المجلس يدعمها فهذا كلام فارغ وهو اتهام خطير للنواب الذين رفضوا التوقيع على ورقة عدم التعاون، كذلك فإن ما يردده البعض الآخر من ان هيبة الحكومة قد سقطت وان الجميع سيتسابقون على تقديم الاستجوابات لها والاستهزاء بوزرائها، فهذا كذلك كلام سخيف وعار عن الصحة، بل ان امتناع الحكومة السابق عن مواجهة الاستجوابات واللجوء الى حل الحكومة والمجلس هو الذي جرأ النواب على مشاكستها، والمفروض ان ورقة التوت قد سقطت اليوم من ايديهم.

اذاً لنجعل تاريخ 8/12/2009 تاريخا مميزا في ان نقفل صفحة الماضي الحزينة وان نبدأ صفحة جديدة من الانجاز الحقيقي والتعاون بين الحكومة والمجلس، ولنمهل حكومتنا وقتا كافيا لكي تسعى لإنجاز خطتها بما يرضي الله تعالى ثم بما يخدم مصلحة الكويت.

ولتكف ألسنتنا عن معايرة بعضنا للبعض الآخر بأن فلاناً حكومي او انه قد اشترته الحكومة، فتحقيق مصلحة البلد فوق جميع المصالح والشعارات.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي