خواطر صعلوك

لا مساواة... في الدور والمُسمى!

تصغير
تكبير

صديقي عبدالخالق... ليكن لك من اسمك نصيب... أيها المدافع عن النسوة حتى النخاع.

فكرت كثيراً خلال الفترات الأخيرة في مقولاتك الكبرى تجاه المرأة، كونها إمكانية لا تقل حضوراً ووجوداً عن الرجل في شتى المجالات... العسكرية والقضائية والألعاب الرياضية والفلسفة والهندسة وقيادة الغواصات والطائرات، بل والعمل في المناجم... ثم تطرّفت قليلاً وصولاً إلى الإمامة في الصلاة!

ومازلت أجد الأمر صعباً عليّ، وعلى فهمي وإدراكي ووعيي، مستحضراً معنى القوامة في القرآن ومعنى الاكتمال في الحديث: «كمُل من الرجال كثير، ولم يكمُل من النساء إلّا أربع».

وكذلك السيرورة التاريخية للفلسفة... والمعنى اللغوي ودلالاته لكلمة «رجل»، وكلمة «امرأة» وصورتها.

وأتساءل عن إمكانية الرجل، وما تُشير إليه اللغة من الرج والرجول، والرجاحة، والارتجال، والرجال، والأب الذي يحمي من خلفه... وعن إمكانية المرأة في المرايا والصورة، وما ينظر إليها وما ينعكس منها، والأم التي تضم من حولها.

لا أجد في الأمر أيّ شكل من التساوي بينهما...لا في الإمكانية ولا في الدور.

قد تصل المرأة إلى مراتب عالية، لتتوحّد فيها كل الإمكانيات... ولكنه ثمة استثناء يفرض نفسه لا يحتاج إلى دعوة للتمكين.

إن دعوة تمكين المرأة خارج سياق إمكانيتها ودورها، هي مدعاة للهدر، تماماً مثل دعوة تمكين الرجل خارج سياقه ودوره.

حسناً... يبدو أننا نسينا السؤال الجوهري: ما هو دور الرجل وما هو دور المرأة؟

قد يبدو أن رأيي هذا لا يغيّر من الأمر شيئاً... فلم يعد شرف المرأة في معرفة إدارة المطبخ، وكيف تجعل زوجها المتعب طوال النهار يتجدّد من همومه بفعل «المعاملة الحسنة... وانعكاس ذلك على البيت».

كذلك لم يعد نبل الرجل وشرفه، في أن يكون خير الناس لأهل بيته.

أنا لا أقول للمرأة أن تجلس في البيت كحال «مرآة جانبية»، لا تقدم سوى الانعكاس، ولكني أقول لها ألّا تخرج كحال طفل صغير غير مدرك لإمكانياته الحقيقية... ولا أقول إن عليها أن تجلس في البيت من أجل غسل ثياب زوجها، ولكن أيضاً عليها ألّا تترك بيتها كي تظهر مفاتن ثيابها في الشارع.

ستتكفّل القوانين الوضعية بفرض حالة المساواة المطلقة في كل شيء، في الإمكانية والرؤية ومسار المجتمع... أما نحن يا صديقي فعلينا أن ننادي بالحقيقة.

لا مساواة بين جنسين، جعل الله لكل واحد منهما فروضاً تختلف عن الآخر... حتى البيولوجيا وعلم المخ والأعصاب يرفض مساواة من هذا النوع... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي