No Script

تعاون غير مسبوق يمهد لابتكار طرق ناجعة لمنع نشوء تلك «الصخور» المؤلمة

الجيولوجيا تتحالف مع التكنولوجيا الطبيِّة... لتحديد كيف تتشكل الحصوات الكُلويِّة !

تصغير
تكبير

الحصوات الكُلوية هي مشكلة مؤلمة، لكن العقبة الرئيسية التي طالما وقفت حائلاً دون إيجاد حل ناجع لتلك المشكلة تمثلت في الغموض الذي اكتنف الكيفية الكامنة وراء نشوء تلك الحصوات في الكُلية.

لكن يبدو أن ذلك الغموض سيتبدد قريباً مفسحاً الطريق لفهم مراحل تكوين الحصوات تمهيداً لابتكار طرق لتشتيتها في بداياتها، حيث حصل أخيراً تحالف غير مسبوق بين علم الجيولوجيا والتقنية المجهرية (الميكروسكوبية) الطبية المتطورة، ونجح ذلك التحالف في إلقاء أول نظرة على جوانب ستجيب عن تساؤلات حائرة من بينها: كيف تتشكَّل الحصوات الكلوية؟ ولماذا يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بها؟ وهل يمكن منع نشوئها من الأساس؟ هذا ما خلصت إليه دراسة بحثية رائدة أجراها باحثون أميركيون من جامعة إيلينوي أوربانا-شامبين ومستشفى مايو كلينيك وجهات أخرى، ونُشرت نتائجها أخيراً في مجلة «نيتشر ريفيوز يورولوجي» المتخصصة في مجال المسالك البولية.

وأكدت الورقة البحثية الخاصة بالدراسة على «نجاح التعاون الأول من نوعه بين علم الجيولوجيا والتكنولوجيا الطبية في فهم الطبيعة الجيولوجية التي تؤدي إلى نشوء الحصوات الكلوية بأشكالها المختلفة، وتحديد آلية تكوينها، ورسم خطة جديدة لتدخلات سريرية من شأنها أن تفتت تلك الحصوات في مهدها».

ومن خلال استخدام تقنيات تصوير فائقة الدقة والوضوح، اكتشف الباحثون أن الحصوات الكُلوية تتشكل بالطريقة نفسها التي تتشكل بها الحصوات الجيولوجية في الطبيعة. ولاحظ الباحثون أن أي حصوة كلوية لا تتبلور وتتشكل تدريجياً انطلاقاً من نقطة بداية مثلما يعتقد الأطباء، بل تتحلل جزئياً وتعيد تشكيلها مرات عدة بطريقة تجعل حجمها يكبر ويصغر قبل أن تصل إلى شكلها النهائي.

وتوضيحاً لما يبشر به ذلك التحالف البحثي، قال البروفيسور «بروس فوك» أستاذ الجيولوجيا في جامعة إيلينوي أوربانا-شامبين: «لقد اكتشفنا أن مراحل تكوين الحصوات الكُلوية شبيهة بالعمليات الترسيبية التي تتشكل بها الحصوات في الطبيعة وفي طبقات الأرض.

وبهذا التحالف، جمعنا للمرة الاولى بين علوم الجيولوجيا والبيولوجيا والطب معاً سعياً إلى رسم أول خارطة طريق تحدد العملية الكاملة التي تتشكل الحصوات الكلوية من خلالها.

وبفضل مثل تلك الخارطة التفصيلية، أصبحنا الآن على أول الطريق المؤدية إلى تطوير تدخلات وعلاجات سريرية (اكلينيكية) أكثر فاعلية واستهدافاً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي