No Script

مشاهدات

ليس هناك أغلى من حياة الإنسان !

تصغير
تكبير

الأمن والسلامة، من أهم أقسام الإدارات ذات الأهمية القصوى والفاعلة في الهياكل الحكومية والأهلية، لما لها من دور فاعل في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، وتأمين السلامة للعاملين في هذه الجهات الحكومية والاهلية فـ( الأمن ) كتعريف هو تهيئة الأرضية المناسبة والخالية من الأخطار، التي تهدد حياة العامل أثناء أدائه لواجباته العملية، وليؤدي عمله في جو من الأمان والراحة النفسية، و(السلامة) هي المحافظة على أرواح وأجسام العاملين، من التعرض للإصابات البسيطة أو الجسيمة، التي تلحق الضرر بهم جسدياً.

ولا شك أن الأعمال الإنشائية - في الطرق العامة - تشكل تهديداً مباشراً لجميع مرتادي هذه الطرق، لذلك لا بد من التشديد في تطبيق الاشتراطات الوقائية لحماية أرواح الناس - خصوصاً عند العمل في الطرق العامة واستخدام المعدات الإنشائية الثقيلة والضخمة فيها – كما يجب اتباع وسائل تحذيرية عدة فعالة، ليتمكن قائدو السيارات من رؤية تلك التحذيرات، سواء في النهار عبر وضع مصدّات بلاستيكية وبمسافات آمنة عن منطقة العمل، لتخفيف الضرر المتوقع من حدة الاصطدام إن حدث، وليلاً باستخدام الإضاءات المتوهجة التي تُرى من مسافات آمنة من منطقة العمل، ليتمكن قائد المركبة من تمييزها والتزام الحذر من ارتكاب الحوادث على الطريق، وهذه الوسائل التحذيرية - التي تستخدم في الطرق - هي منظومة متكاملة تتكون من الأضواء التحذيرية والومضية المتوهجة،والوسائل العاكسة واللافتات التنظيمية والحواجز المضيئة، والتي تعمل في آن واحد وبصورة آلية متكاملة، لتؤدي العمل الذي وُضِعت من أجله، وهو درء الخطر عن مستخدمي الطرق، والمحافظة على سلامتهم من الأخطار التي تحدق بهم أثناء استخدامهم للطرق، وتجنب ارتكاب الحوادث المرورية.

وكذلك لا بد من تأهيل الطواقم التي تدير هذه المعدات الضخمة، وفرض دورات تدريبية مكثفة بصورة إلزامية ودورية، وتدريبهم على أحدث الأساليب العلمية العالمية، للارتقاء بمستوى أدائهم بدلاً من تركهم على الطرق، من دون حسيب ولا رقيب ولا دراية بأساليب العمل المهني الجاد والحرفي المتمكن.

وللأسف تعرّض الكثيرون من مرتادي الطرق للخطر، بسبب عدم تطبيق تلك الاشتراطات، فمنهم من لقي حتفه ومنهم من أصيب بكسور وإصابات بالغة وعاهات مستدامة، مخلفين لوعة وآلاماً في قلوب أسرهم وأحبائهم.

ختاماً... الهدف من بناء هذه الطرق السريعة، هو تنظيم حركة السير والقضاء على الازدحام المروري، والوصول إلى الأماكن المستهدفة بأسرع وقت وأقل فترة زمنية، وفي يسر وسهولة وسلامة وأمن وعلى مدار الساعة، من دون حوادث مرورية ووقوع إصابات لمرتادي هذه الطرق - لهذا يجب على المسؤولين في إدارة هذه الطرق السريعة - عند قيامهم بأعمال الصيانة لتطوير أو توسعة أو تنظيف هذه الطرق - أن يضعوا في الاعتبار سلامة أرواح وأمن مستخدميها، وتطبيق اشتراطات الأمن والسلامة، وبكل جدية وحزم، فليس هناك أغلى من حياة الانسان.

لذا، لا بد من تفعيل الرقابة الصارمة، على القائمين بتنفيذ المشاريع في جميع مرافق الدولة، خصوصاً في وزارة الاشغال العامة وهيئة الطرق التابعة لها، وكذلك قيام وزارة الداخلية بمراقبة المقاولين، وعدم التهاون مع المقصرين والمستهترين بأرواح الناس، لتحقيق الأمن والسلامة لجميع من يعيش على هذه الارض، والتي تعتبر أولوية لهم، وكذلك تشريع قانون بتحرير مخالفات مالية كبيرة وسحب تصاريح العمل من الشركات، التي لا تلتزم بتطبيق تلك الشروط والضوابط التنظيمية.

تعازينا لكل أسرة فقدت عزيزاً عليها بحوادث السير، سائلين الله عز وجل أن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان، ودعواتنا بالشفاء لكل مصاب.

اللهم إنّا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي