تركي العازمي / منح الجنسية شرف!

تصغير
تكبير

لو نظرنا إلى الكويت من الناحية الجغرافية نجدها تقع في شمال الخليج العربي ومعظم سكانها تعود أصولهم إلى سعودية، إيرانية، وعراقية، والسواد الأعظم من شبه الجزيرة العربية.

وكان التجنيس عبر لجنة تضم شخصيات كويتية على معرفة بعوائل وقبائل الكويت، ويتم اعتماد المجنسين بعد تزكية أعضاء اللجنة لهم. وبعد الغزو العراقي كان البعض قد انكشف الغطاء عنه بالوثائق التي أثبتت أساسه، وبعضهم كان متعاوناً مع القوات العراقية، والملفات في لجنة معالجة أوضاع البدون تحدد وجود القيود الأمنية من عدمها بالنسبة إلى المتقدمين بطلب الجنسية. وكان المراد من قضية التجنيس معالجة أوضاع البدون ومنح المستحق منهم الجنسية لا أن يتم منح الجنسية لمن يحمل جنسية ومضى على عمله في الكويت عقود عدة.

الجدير بالذكر أنه في بعض الدول تمنح الإقامة للعامل وتجدد لمدة لا تتجاوز عشرة أعوام، وبعدها يستوجب على العامل مغادرة البلاد والعودة بفيزا عمل جديدة، وبالتالي تصبح أحقيته في الحصول على الجنسية صعبة نظراً إلى عدم بقائه بشكل مستمر في الدولة.

إن ملف الجنسية اختلف وضعه الآن، وأصبحت الأولوية في التجنيس مختلفة عما كان ينبغي عليها أن تكون وتحديداً بعد دخول «الخدمات الجليلة»، وهو ما صوره البعض بالتجنيس العشوائي.

إن استمر التجنيس بهذا الشكل فإننا سنصطدم بوضع غير مألوف بعد عقود عدة، وقد يدخل مجلس الأمة رجال أو نساء من أبناء المجنسين حالياً، وهو ما قد يؤثر على طبيعة التعامل مع الأحداث والقضايا المطروحة على الساحة!

إننا نبحث عن تجنيس عادل فمن قدم حياته فداء للوطن يستحق الجنسية ومن غيّر بالأسماء وعليه قيود أمنية يمكن معالجة وضعه من خلال منح الإقامة الدائمة أو أي طريقة يتفق عليها أهل الكويت، وهم أدرى بشعابها. صحيح أن الكويت تعرضت إلى هجرات مختلفة من الشمال والجنوب والشرق وبعضهم وثق العلاقة بأطراف لها تأثير سياسي فتحت الباب لهم نحو المطالبة بالجنسية، وهنا تقبع المشكلة؟

إننا لا نتحدث عن شخص باسمه، ولكننا نعرض الطريقة التي كانت تمنح بها الجنسية سابقاً وما هو معمول به حالياً، والذي أبعد ملف لجنة معالجة أوضاع البدون من الميكانيكية المعمول بها لتظهر لنا أسماء عليها علامات استفهام، حسب ما نشر على صدر صفحات الصحف.

لقد غابت المعايير العادلة للتجنيس، وأصبح الجدل النيابي والاستياء الشعبي حاضراً، ولكن هل يصل الجدل النيابي إلى حد مساءلة وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد؟ الله أعلم!

إن منح الجنسية شرف يستحقه من قدم للكويت خدمات جليلة من دون قيود أمنية، ومن هم ضحايا لآبائهم وأجدادهم ممن لم يتقدموا بطلب الجنسية قبل عقود عدة...والله المستعان.


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي