No Script

أبعاد السطور

الهروب من الكتابة !

تصغير
تكبير

بسبب الضغط النفسي الشديد الذي طالني من العمل، وبسبب ظروفي الصحية الموقتة بعون الله، وبسبب التفكير في بعض مشاريعي الأدبية الحالية، قرّرت أن أرحم نفسي وآخذ اجازة قصيرة، لعلني أجد الراحة وأعمل تحديثاً لنفسيتي ومزاجي، ومن ثم العودة واستأنف ما أنا كنت مشغولاً به، لذا قمت بحجز ليلتين في أحد المنتجعات الجميلة من أجل الاسترخاء الروحي والجسدي والفكري والنفسي.

وبعد أن أمضيت يوم الأربعاء الماضي كاملاً من صباحه حتى مسائه بين حوض السباحة والمساج والجلسة الهادئة في التراس، وانتقاء الذ أنواع الأكل البحري وأنواع الباستا - حيث إني من عشاقهما- وأنواع السلاطات الفرنسية واليونانية والتايلندية، والأنواع المتعددة من العصير الطازج، والجلوس على كرسي الاسترخاء وحيداً بين الأشجار والأزهار وأصوات تغريد العصافير.

لم تأتِ الساعة 9 مساءً إلا وأنا منهك والتعب يحاصرني والنوم يناديني بحفاوة، وما إن أقفلت باب غرفة النوم وتمددت على السرير إلا وطيف زميلي الأديب مدحت علام منتصباً أمامي وهو يضع كلتا يديه على خصره وهو مبتسم، ويهمس لي: فين المقال الجديد؟! فشخصت عيناي وارتبكت، وقلت له: أبو أحمد أرجوك أنا في إجازة، واعتذر منك لأني لن أكتب المقال الاسبوعي.

فقال: براحتك.

ثم اختفى طيفه.

وفي الساعة الثالثة صباحاً استيقظت وأنا متشبع من النوم، وبعد أن أعددت فنجان قهوة ووضعته على الطاولة إذ بطيف الزميل يعود من جديد وهو يبتسم لي ويهمس: هاه مش حتكتب المقال الجديد؟ فأجبته: لا، لن أكتبه.

فاختفى طيفه سريعاً.

لكني وبعد مضي ساعة على شرب فنجان القهوة أخذت رغبة الكتابة تناديني بشدة تدريجياً! وأحسست بأني أفتقد شيئاً مهماً في حياتي دأبت عليه منذ أكثر من عشرين عاماً، منها خمسة عشر عاماً في جريدة «الراي»، خصوصاً، وأني كنت في تلك اللحظات بفضل الله أشعر براحة فكرية وروحية ومزاجية كبيرة.

فقررت بعد سجال حاد بيني وبين إجازتي أن أكتب المقال بكل شوق وحب، بعد أن كانت نيتي هي (الهروب من الكتابة) في اليومين اللذين سأقضيهما في المنتجع !

في نهاية المقال... شكراً لجريدة «الراي»، على حرصها علينا نحن كُتابها، وشكراً أخرى على تحمّلها نفسيات بعض الكتاب، وعلى الجهد الكبير الذي تبذله بصفة عامة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي