«نقابة المُنْتِجين لم يعُد لها وجود حالياً»

جان قسيس لـ «الراي»: الممثل اللبناني أصبح فئة ثانية أو ثالثة... بعدما كان الرقم واحد عربياً

جان قسيس
جان قسيس
تصغير
تكبير

- بيار داغر وعمار شلق ويوسف الخال نجوم مهمّون... ولكنّ المُنْتِجين اللبنانيين استعانوا بنجوم عرب لتسويق إنتاجاتهم
- اللبنانيون عيْنهم على الخارج دائماً ولا يكترثون لأهل بلدهم وهذا يشمل كل القطاعات وليس الدراما فحسب

في ظل التراجع الكبير الذي تمرّ به الدراما اللبنانية في هذه المرحلة، يحمّل الممثل والكاتب جان قسيس المسؤولية للمُنْتِجين اللبنانيين، ويدعوهم إلى التعاون من أجل تنفيذ إنتاجات كبيرة من شأنها التسويق للممثل اللبناني.

ويرى نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون السابق، أن الممثل اللبناني كان الرقم واحد عربياً، لأنه ملتزم، بينما أصبح اليوم فئة ثانية أو ثالثة يقبل بأدوار ثانوية لأنه يريد أن يعيش، مشيراً إلى أن المُنْتِجين لم يركّزوا على الممثلين الجيدين بل استعانوا بنجوم عرب للتسويق لإنتاجاتهم، موضحاً أن لا مأخذ لديه على أيّ ممثّل عربي.

كما استحضر قسيس تجربة مصطفى الخاني عندما برز بشخصية «النمس» في مسلسل «باب الحارة»، فتعاون معه جمال سنان ومروان حداد في مسلسل «يوم آخر» لوسام صباغ وماغي بوغصن، لتقديم شخصية «درّاج» لبناني يتكلم اللهجة اللبنانية، بمبلغ كبير جداً، ولكنه لم يُضِفْ شيئاً إليه.

* كنقابة ممثلين ما دوركم في رفْع شأن الدراما اللبنانية التي تشهد تَراجُعاً ملحوظاً بعد فترة من الازدهار؟

- لا يد لنا في هذا الموضوع، لأننا لسنا مُنْتِجين أو نقابة مُنْتِجة تتحكّم بالإنتاج.

الدولة اللبنانية أعطتْنا بعض الحقوق البديهية، من خلال صندوق التعاضد الذي كنا نقوم بتمويله عبر فرض 10 في المئة كضريبة على الفنانين الأجانب و2 في المئة على بطاقات الحفلات الفنية، ولكنّ الفنانين وأصحاب المهرجانات يختبئون خلف المرجعيات السياسة كي يتهرّبوا منها. نحن لا يمكن أن يكون لنا تأثير على الدراما.

* وهل هناك إمكانية لتأسيس نقابة مُنْتِجين في لبنان؟

- هذه النقابة لم يعُد لها وجود حالياً، وهم رفضوا أن يدخلوا معنا عندما صدر قانون تأسيس نقابات فنية في لبنان.

في السابق كانت هناك نقابة للمُنْتِجين كان آل الصبّاح يتولون أمرَها. نحن نتمنى أن يكون الإنتاج المحلي إنتاجاً محلياً بالفعل، وللأسف يتذرّع المُنْتِجون اللبنانيون بأنهم يستعينون بممثلين من سورية أو مصر لتسويق الإنتاج.

* هم يقولون إنهم يتعاملون مع نجوم عرب معروفين لتسويق أعمالهم؟

- أنا لي رأي آخَر، ووجهة نظري مختلفة في هذا الموضوع، لأن مَن يبيعون أعمالاً على أسمائهم، حصلوا على الشهرة من خلال دراما بلدهم المحلية، ولو أن المُنْتِجين اللبنانيين يركزون كل طاقاتهم على الممثلين اللبنانيين كما يفعلون مع الممثلات اللبنانيات لكانوا تمكنوا من جعْلهم نجوماً عرباً يستطيعون الاتكال عليهم للترويج لأعمالهم.

* وكأنك تقول إن المُنْتِجين اللبنانيين يتعمّدون إقصاء الممثلين اللبنانيين؟

- طبعاً! هناك مثَل لبناني يقول «الكنيسة القريبة ما بتشفي» ومثَل آخَر يقول «كل شيء فرنجي برنجي».

اللبنانيون عيْنهم على الخارج دائماً ولا يكترثون لأهل بلدهم، وهذا الأمر يشمل كل القطاعات، وليس قطاع الدراما فحسب.

* وهل تحدثتم مع المُنْتِجين حول هذا الموضوع؟

- عندما كنتُ نقيباً، نصحتُ المُنْتِجين بتنفيذ إنتاجات كبيرة من خلال التعاون معاً، للتسويق للممثل اللبناني، لأن لا شيء ينقصنا ولطالما كان الممثل اللبناني هو الرقم واحد عربياً.

وعندما كانوا يصوّرون في اليونان كان هناك طلب كبير على الممثل اللبناني وكان أجره أعلى حتى من الممثل المصري، لأنه كان يَحْضر الى موقع التصوير عند الساعة السابعة صباحاً إذا اقتضى «الأوردر» ذلك، بينما كان غيره لا يحضر قبل الساعة 11 أو 12 ظهراً، لأنه يسهر كل الليل.

الممثّل كانت له ميزات قضى عليها المُنْتِجون. بيار داغر، عمار شلق ويوسف الخال، نجوم مهمّون وهم برزوا عربياً ولكنهم لم يركّزوا عليهم ولم يهتموا بهم، بل استعانوا بنجوم عرب للتسويق لإنتاجاتهم.

* ربما مصالحهم تقتضي ذلك، ومع الوقت ربما تتغيّر المعادلة؟

- لا يوجد لديّ مأخذ على الممثّلين السوريين وبعضهم أصدقاء لي، ولكن عندما برز مصطفى الخاني بشخصية «النمس» في مسلسل «باب الحارة»، ومن بعدها مباشرة، عندما كان جمال سنان ومروان حداد يعملان معاً، استعانا به في مسلسل «يوم آخَر» لوسام صباغ وماغي بوغصن، لتقديم شخصية «درّاج» لبناني يتكلّم اللهجة اللبنانية، بمبلغ كبير جداً. ولا أفهم لماذا!

* لأنه برز في مسلسل «باب الحارة» وحظيتْ شخصية «النمس» بنجاح كبير وهم اعتبروا أنه يمكن أن يجذب المشاهدين؟

- ولكن الشخصية التي لعبها لا تمتّ إلى شخصية «النمس»، ولم يُضِف للعمل عدا عن أنه لعب دور درّاج سير لبناني ودفعوا له المبلغ المرقوم.

لو طلبت 30 ألف (دولار) على مسلسل من 30 حلقة يرفضون في حين أنهم يدفعون 300 ألف أو 400 ألف أو حتى 500 ألف لممثل عربي.

* وكأنك تقول إن المُنْتِجين اللبنانيين يحاربون الدراما المحلية؟

- عندما يقدّمون دراما مشتركة يستعينون بالممثل اللبناني بدور ثان أو ثالث.

* ولكن البطلة ممثلة لبنانية؟

- هذا صحيح.

النظرة للممثلة اللبنانية تختلف عن النظرة للممثل اللبناني.

ما الذي يمنع من إطلاق الممثّل اللبناني وجعْله نجماً! الطاقات كثيرة وفي مرحلة من المراحل كان الممثل اللبناني درجة أولى واليوم أصبح فئة ثانية أو ثالثة.

* والممثل يقبل... هل لأنه مغلوب على أمره ويريد أن يعيش؟

- لا شك أنه مغلوب على أمره ويريد أن يعيش.

نحن نُعاني من ظروف اقتصادية منذ أعوام بعيدة، ولكنها أصبحتْ أصعب اليوم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي