قبل الجراحة
خارطة الأحداث
هناك أمور لا تحتاج مقدمات... الحرب والعدوان على غزة، وإخواننا في غزة من الأمور التي يجب الوقوف عندها للاستفادة وتقييم الوضع.
عدوان على غزة وقصف حربي ليلاً ونهاراً... فارق الإمكانات والتجهيز الحربي واضح للجميع.
الإدارة الأميركية كان موقفها واضحاً جداً للجميع... إنها تتعاطف مع الكيان الصهيوني... وتؤيد حقه في الدفاع عن نفسه... يجب عليك أن تجلس بزاوية حادة لتعلم أن أميركا - ممثلة بإدارتها السياسية والاقتصادية، تعلم أن انهزام الكيان الصهيوني يعني عودة كل هؤلاء إلى موطنهم الأصلي في أوروبا وأميركا... إنها تتخوف من عودتهم، لأنها تعلم مدى الدمار الاقتصادي والتحكم السياسي القذر الذي سيمارسونه هناك.
أوروبا بغالبيتها أيّدت الكيان الصهيوني... ألمانيا أرسلت وزير خارجيتها إلى الكيان الصهيوني ليعلن من هناك أن الإدارة الألمانية تتعاطف مع الكيان الصهيوني، وأنها تقف خلف هذا الكيان بالدفاع عن نفسه... إن ألمانيا تعلم قبل غيرها وأكثر من غيرها... نعم إنها تعلم مستوى الدمار والخراب السياسي والاقتصادي الذي قد يسببه عودة هؤلاء إلى بلدانهم الأوروبية، التي هاجروا منها إلى فلسطين.
إن الإدارات السياسية في أوروبا تعلم أن تجميع هذه الفئة في مكان خارج أوروبا هو الأسلم للمجتمعات الأوروبية... فهي تعلم قبل غيرها حجم الدمار السياسي والاقتصادي والأهم الدمار الاجتماعي الذي تسبّبه هذه الفئة.
إنّ تمعّنك في الموقف من زوايا عدة يجعلك تستنتج... أن انهزام الكيان الصهيوني يعني دماراً للمجتمع الأوروبي والمجتمع الألماني خصوصاً.
أما نحن فقد كنا موجودين على مواقع التواصل الاجتماعي... نعم لقد كنا موجودين في الاعتصامات والمظاهرات... لقد كنا وبلا فخر مؤيدين لأهلنا في غزة والقدس على مواقع التواصل الاجتماعي... وحتى على هذه المواقع انقسمنا بين مؤيد وآخر مؤيد على استحياء، ومعارض.
إن ما حصل يجب أن نستفيد منه... يجب أن نراجع موقعنا على الخريطة التعليمية والصناعية في العالم... لقد أثبتت الأحداث أننا يجب أن نلتفت إلى التعليم والصناعة... فليس من المقبول أن تكون بعد اليوم هجرة للعقول المفكرة والأيادي المصنعة... إذا أردنا النهوض، فالطريق وإن كان طويلاً، لكنه ليس مستحيلاً... إنه التعليم والصناعة.
