No Script

سعاد الصباح تكتب قصيدة الغضب

تصغير
تكبير

1

يا بِلادي..

إنَّ في الأقصى أطفالاً يَموتونَ،

وعِرضاً يُغتَصَبْ..

اغْضَبي أيَّتُها الأرضُ،

فإنَّ الأرضَ لا يفلَحُها إلّا الغَضبْ..

2

كُلّما أبصرْتُ في الحُلْم صَلاح الدينِ..

يَستجدِي فُتاتَ الخُبزِ في القُدْسِ،

ويستَعْطي على بابِ السُّيوفِ العربيَّةْ

كُلَّما شاهدْتُهُ..

تائِهاً، يسألُ في الصَّحراءِ عنْ أحياءِ طَيٍّ

وتَميمٍ، وغُزَيّةْ..

كُلّما شاهدْتُه في مَركزِ البوليس،

مرْمِيّاً على الحائطِ من غيرِ كفيلٍ أو هويَّةْ

صِحْتُ منْ أعماقِ جرْحِي:

أيُّها العصْرُ الشُّعوبيُّ الذي

صارَ فيهِ السَّيفُ يحتاجُ لإبرازِ الهويَّةْ..

3

إنَّني بنْتُ الكُويتْ

كُلَّما مَرَّ بِبالي، عَرَبُ اليَومِ، بكَيتْ..

كلَّما فَكَّرتُ في حالِ قُريشٍ،

خَانَتْني دُموعي، فبَكَيتْ..

كُلَّما أبْصرْتُ هذا الوَطنَ الممْتدَّ

بينَ القَهْرِ والقَهْرِ.. بكيتْ

كُلَّما حدَّقْتُ في خَارطةِ الأمسِ

وفي خَارطةِ اليومِ..

بَكيتْ..

كُلّما شاهدْتُ عُصفوراً بِروما

أو بِباريسَ.. يُغَنّي

دُوْنَ أنْ يشعُرَ بالخَوفِ.. بكَيتْ

كُلَّما شاهدْتُ طِفلاً عَربِيّاً

يشْرَبُ البغْضاءَ من ثَدْيِ الإذاعاتِ..

بَكَيتْ..

كُلَّما حدَّثَني الحَاكِمُ

عن عشْقِ الجَماهيرِ لهُ

وعَنِ الشُّورى..

وعنْ حُرّيةِ الرَّأيِ.. بكَيتْ!!

4

إِنَّني بنْتُ الكويتْ

هلْ منَ المُمكنِ أنْ يُصبحَ قَلْبي

يابِساً.. مثلَ حِصانٍ منْ خشَبْ؟

بارداً..

مثلَ حِصانٍ منْ خَشبْ؟

هلْ منَ المُمكِنِ إلغاءُ انتِمائي للعَربْ؟

إنَّ جسْمي نَخلةٌ تشْربُ من بحْرِ العَربْ

وعلى صَفْحةِ نفْسي ارتسَمَتْ

كلُّ أخْطاءِ، وأحزانِ،

وآمالِ العَربْ..

سوفَ أبْقى دَائماً..

أنتظِرُ المهديَّ يأْتِينا

وفي عينَيهِ عُصفورٌ يُغنّي..

وقَمَرْ..

وتَباشيرُ مطَرْ..

سوفَ أبْقى دَائماً..

أبحثُ عنْ صَفصافَةٍ.. عنْ نجْمةٍ..

عنْ جنَّةٍ خلْفَ السَّرابْ..

سوفَ أبْقى دائِماً..

أنتظِرُ الورْدَ الذي

يطلُعُ منْ تحْتِ الخَرابْ..

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي