No Script

من الخميس إلى الخميس

عيدنا الأضحى... معاً

تصغير
تكبير

مقال كتبه السيد جاسم مرزوق بودي على الصفحة الأولى في جريدة «الراي» يوم الاثنين الماضي، مقال افتتاحي تناقلته القلوب قبل الألسن، المقال حمل عنوان (سيعودون إلى بيتهم... الكويت )، ونحن بدورنا نغذي جرعة التفاؤل تلك، سيكونون بيننا بإذن الله في عيدنا القادم، نعم نحن متفائلان، ولكن ما هو سر تفاؤله وتفاؤلي؟

من يعرف الشعب الكويتي معرفة العمق والوجدان، يعرف أن التسامح طبعٌ متأصل فيه، تسامح قد يتأخّر قليلاً، لكنه يأتي لا محالة، في وقت الشدة تجدنا معاً وفي وقت الصفح يتوحد خطابنا، واليوم نحن جميعاً متحدون قيادة وشعباً من أجل فتح صفحة جديدة.

في الخلافات من الصعب أن يتنازل القوي، هذا يحدث عند غيرنا، أما نحن فالقوي هو الذي يبدأ الخطوة الأولى، هذا هو رمز التسامح.

في مقال السيد بودي وجّه رسالته إلى القيادة وإلى المعارضة في تركيا، رسالةَ محبةٍ وود لكلا الطرفين، لن نحتاج بعدها إلى اعتذار طرف كما اجتهد فيها السيد بودي، ولن نقول للمتسامح ضَعُفت ولن نقول للمعارض خَنَعت، والسبب بسيط جداً فكلاهما عاشقان للكويت لم يسعيا إلى ضررها ولا لخيانتها، اختلفت الاجتهادات وبقي الوطن في القلب، والآن - وبعد أن مرّت موجات الخلاف ومضى الزمن - فلا بد أن قيادتنا الرشيدة أدركت أنها أقوى مما كان يظن البعض، وأن حفظ كرامة أبنائها عزٌّ ودعم لها، وأيضاً أدركت المعارضة المخلصة أن التغيير الإيجابي له أبواب عدة بعيداً عن الانفعال والغضب، أدرك الجميع أننا نحتاج إلى أن يَسمَعَ بعضنا بعضاً بهدوء، فالكلمات لا يمكن فهمها إذا كان الضجيج عالياً حولها.

نحن بحاجة لحكومةٍ قويّةٍ تحارب الفساد، ونحن أيضاً بحاجة إلى معارضة شريفة لا تغرّها متع الحياة، نحن بحاجة اليوم - أكثر من أي وقت مضى - لهذا الثنائي، الذي سيعبر بنا إلى كويت جديدة، دعوتي هذه ليست أحلام يقظة ولا حماس شباب من دون تجارب، فقد فقدت الاثنين من زمن طويل، لكنها معرفتي وخبرتي بهذا الشعب الكريم، الشعب الذي نراه اليوم في صدارة الشعوب العربية لمساندة انتفاضة الأقصى ودعمها بكل ما يملك، إنه شعب الكويت شعب التسامح لمن لا يعرفه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي