No Script

«بالنسبة للمُنْتِجين نحن مجرد أرقام تجارية تؤمّن لهم المال»

أنجو ريحان لـ «الراي»: لا أتحدى أحداً... ولا أعمل رغم أنف أحد

أنجو ريحان
أنجو ريحان
تصغير
تكبير

- تهمّني مساحة الدور أكثر من البطولة
- أنا ممثّلة مسرح أولاً وحالياً أركّز على التلفزيون لأنني أريد أن أعيش
- التلفزيون للمال والمسرح للشغف والسينما للعالمية
- كلبنانيين قمنا بقفزة نوعية في الدراما سواء كانت مطعّمة بممثلين مصريين أو سوريين أو خليجيين

هي إحدى أهمّ ممثلات الكوميديا في لبنان، ولكنها تخطّط لعودةٍ قوية إلى مجال الدراما، من خلال أعمال سينمائية وتلفزيونية عدة، باشرت بتصوير بعضها وانتهت من تصوير بعضها الآخر.

أنجو ريحان، لا تهمها أدوار البطولة، بقدر ما تهمّها مساحة الدور وإعطاؤها الوقت الكافي للتحضير للشخصية التي تلعبها، وتؤكد أن غالبية الممثلين لا يرضون عن أعمالهم، لأنهم عندما يشاهدونها يقولون إنهم يمكن أن يؤدوها بشكل مختلف.

* تشاركين في مسلسل «زوج تحت الإقامة الجبرية»، ويبدو أن حالك كحال غالبية ممثلي المسرح اتجهوا نحو التلفزيون، فهل أجبركم توقف المسرح على الاتجاه نحو الشاشة الصغيرة؟

- طبعاً. اتجهتُ نحو التلفزيون بسبب توقف المسرح الذي هو شغفي الأول، خصوصاً مع يحيى جابر، بعد «جوليا» و«مجدرة حمرا» وجائزة أفضل ممثلة مسرحية في لبنان.

المسرح هو ملعبي، لأنني أقول النص الذي أريده.

مثلاً، في مسرحية «مجدرة حمرا» تعاونتُ في الكتابة مع يحيى جابر واستغرقنا في كتابة النص 8 أشهر، وكل حرف فيه أعطيته حباً وجهداً وغضباً وجزءاً مني.

وعندما أقدمه على المسرح، أمثّل بكل جوارحي.

أنا ممثّلة مسرح أولاً، وحالياً أركّز على التلفزيون لأنني أريد أن أعيش.

التلفزيون للمال والمسرح للشغف والسينما للعالمية.

* وهل ترين أننا نعيش فنياً زمن التمثيل وخصوصاً مع وفرة المنصات الرقمية التي فرضتْ نفسها على الدراما؟

- لا شك في أننا نتجه أكثر فأكثر نحو المنصات، والناس في بيوتهم لم يعودوا يلحقون المحطة، بل المسلسل والمنبر الذي يعرضه، وأعتقد أن محطات التلفزيون ستتحوّل مع الوقت إلى تطبيقٍ يمكن تنزيله على الهاتف ومتابعة البرامج عبره، وهذا الأمر سيوفر لنا مساحة أكبر كممثلين للعمل.

ونحن كلبنانيين على وجه التحديد، قمنا بقفزة نوعية في مجال الدراما، وكل العرب يتابعون أفلامنا ومسلسلاتنا، وليس مهماً سواء كانت مطعّمة بممثلين مصريين أو سوريين أو خليجيين، بل المهمّ هو المسلسل نفسه، وهل أَحَبّه الجمهور أم لا وهل يتابعه وينتظر جزءاً ثانياً منه، بصرف النظر عن جنسية الممثلين المُشارِكين فيه.

* ما أكثر ما شجعك على المشاركة في مسلسل «زوج تحت الإقامة الجبرية»، هل لأنه كوميدي بالدرجة الأولى، أم هناك عوامل أخرى؟

- في أي عمل، يدقّق الممثل بكل التفاصيل والمعطيات، كالدور والنص والميزانية وموقعه فنياً في هذه المرحلة.

وإذا كان المقصود الناحية المادية، فالممثل لا يمكن أن يشارك في عمل غير مقتنع به مهما كان الأجر، لأن هذا الأمر سيعوق دربه نحو مسلسلات جديدة مستقبلاً.

عندما أقبل بمسلسل ما، فإنني أخطط من خلاله للمسلسل الذي يليه لأنه سيكون باب رزق لِما بعده، ولذا لا يمكن أن أقوم بخطوة ناقصة أو أن أقبل بعمل لست مقتنعة به من أجل بَدَل مادي معيّن، بل أخطّط للخطوات التي تليه.

* هل يمكن القول إن الكوميديا هي ملعبك الحقيقي؟

- بل ملعبي يكون في العمل المناسب. لا شك في أن الكوميديا صعبة جداً، ونحن لم ننغمس فيها كثيراً، في حين أننا قطعنا أشواطاً متقدمة في الدراما.

لا يجرؤ الكل على الاقتراب من الكوميديا، ولا توجد ثقافة في نظرتنا حول كيفية تنفيذها.

النص مهم جداً، ماذا نقول وكيف نقدّمه وما الرسالة من ورائه، وكيف يتفاعل الجمهور معه وليس لمجرّد أن ينسى قليلاً ويرفّه عن نفسه.

نحن نتابع الفن كي ننشغل عن واقعنا القاسي، وأنا أتحدّث من منطلق الأعمال التي قدّمتُها وتحديداً في المسرح.

وأشعر بالفخر عندما يقول مَن يتابع مسرحياتي مع يحيى جابر إننا أخذنا المسرحية معنا إلى البيت.

الهدف من الكوميديا ليس إضحاك المُشاهد في لحظة معينة، بل أن تترك أثَراً، وأنا أحاول أن أقول شيئاً في كل أعمالي سواء كنتُ أُضْحِك الناس أو أُبْكيهم. ليس بالضرورة أن نجد حلاً لمشكلة معينة بل على الأقل أن نضيء عليها.

* ارتبطتِ بأعمال جديدة بعيداً عن الكوميديا، فهل تسعين إلى التنويع في أدوارك رغم أنف المُخْرِجين والمُنْتِجين، وكم تملكين من التحدي كي تبرهني أنك ممثلة كل الأدوار؟

- لا أتحدى أحداً ولا أعمل رغم أنف أحد، أنا ممثلة وأحاول أن أمارس مهنتي وأن أؤدي الدور الذي أقوم به بفرح وبصدق أيضاً، وأنا أحترم الجمهور وأريد أن أجعله يتواطأ معي عند مشاهدتي على الشاشة، بمعنى أن يصدّق أنني لست أنا مَن يمثّل بل الشخصية التي ألعبها.

أنا أقبل بالعمل الذي يعجبني سواء كان درامياً أو كوميدياً، ولا يهمني نوع الدور أو نوع النص، بقدر ما يهمني النص نفسه والإضافة التي يمكن أن أقدّمها له.

* كممثلة بعيدة عند أدوار البطولة الأولى، هل ترين أن الزمن يمكن أن ينصفك، وما رأيك باختيار الممثلات استناداً لعدد المتابعين عبر «السوشيال ميديا»؟

- لا أعرف. أطمح للدور الذي يجعلني ألعب أكثر، سواء كان دور بطولة أم لا. أحب الدور الذي تكون مساحته كبيرة كي أتمكن من إيصال الشخصية التي تكون مكتوبة بطريقة جميلة أو كي أتمكن من أن أضيف تاريخاً لها، أي مِن أين أتت وما علاقتها بالآخَرين، وأن أملك الوقت للتحضير للشخصية مع المُخْرِج والممثلين، وكلنا نطمح لهذا الأمر.

أما بالنسبة لمَن يختار المُنْتِجون، فأقول إن المجال مفتوح للجميع، وإذا كان عدد المتابعين هو الذي يؤمّن أدوار البطولة للممثلة أو العكس، فلا شك أنها لعبة موجودة لها إيجابياتها وسلبياتها، ولكن الأكيد أن هذا الشخص محبوب ومقبول عند الجمهور.

هناك ممثلات فُرضن بالقوة، وما لبثن أن أزحن جانباً، وأخريات يعرفن جيداً إلى أين يردن الوصول.

بالنسبة للمُنْتِجين، نحن مجرد أرقام تجارية، تؤمّن لهم المال، وقسم من مهنتنا في مكان ما هو تجاري.

المنصات الرقمية ستفتح الأبواب والفرص أمام عدد كبير من الممثلين، والجمهور هو الذي يقرّر عندما يتابع الأعمال ويعطي كل ممثل الرصيد الذي يستحقه.

* يبدو أنه لا تهمك أدوار البطولة؟

- بل يهمّني الدور الذي أقتنع به، وأن أشعر بأنني راضية عنه عندما أشاهده، خصوصاً أن الفن إحساس، ويجب أن نكون صادقين في الكاراكتير الذي نمثَله.

تهمّني مساحة الدور أكثر من أدوار البطولة، وأن يتوافر الوقت الكافي كي أطلع على الكاراكتير وأستوحي من الشخصيات التي أعرفها أو من أعمال شاهدتُها، كي أتمكن من تقديم كاراكتير خاص بي ويقول الناس إنه يشبهني عندما يشاهدونه.

يهمني أن أستمتع بعملي، لكن أحياناً لا تتاح الفرصة بسبب ضيق الوقت، أو بسبب تَسَلُّم النص قبل وقت قصير من التصوير، أو بسبب الإنتاج أو توقيت العرض في رمضان أو خارجه، وتاريخ انتهاء التصوير.

من المهم جداً، الجلوس مع الممثلين والتعرف على موقع التصوير قبل البدء به.

هناك عناصر كثيرة تساهم في تأدية الدور بصدق في حال توافرها.

وهذا الامتياز لم يكن متوافراً في كل الأعمال التي قدّمتُها خلال مسيرتي الفنية، كي أقدّم أفضل ما عندي، وقلائل هم الفنانون الذين يرضون عن أدوارهم لأنهم عندما يشاهدون أعمالهم، يقولون إنه كان بالإمكان تقديمها بطريقة مختلفة. لا توجد علامات في الفن، بل الفن هو قدرة الممثل على التأثير بالمُشاهد وهل صدّقه أم لا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي