No Script

قبل الجراحة

أمي

تصغير
تكبير

أمي الغالية... انتصرت على كل الظروف رغم وحدتها والحمل الثقيل على كاهلها... كانت وما زالت وستظل هي المصدر الأساسي لنا للنجاح وعدم الخضوع مهما كانت الظروف.

كتبت ابنتها المهندسة بدرية... بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره ودّعت أمي وحبيبتي وغاليتي وصديقة عمري...

غسّلتها وعطّرتها وزففتها بإذن الله تعالى إلى جنة الخلد... هي في يوم ما غسّلتني وعطّرتني وزفّتني إلى زوجي... وكانت بعيونها دموع الفرح والرجاء من الله بأن أكون أسعد إنسانة في الوجود... وأنا زففتها بدموع الحزن والفراق وأنا كلي رجاء من الله بأن تكون في جنة الخلود... أمي فراقك صعب بل وأصعب مما كنت أتوقّع... لماذا لا نعرف أننا نحبهم بهذا القدر إلا بعد أن نفقدهم.

إلى كل من لديه أم وأب على قيد الحياة... اعطهما كل ما لديكم من حب... فلا أحد يدري في أي لحظة يحلّ القضاء.

وكتب استشاري علوم الحاسب الآلي خالد: أمي الغالية فراقك صعب... أمي إن الدموع تمنعني من الكتابة... أمي كم أنا فاقدك...

وكتب السفير بدر... أمي أنتِ أجمل وأعظم هدية لي من الله وقطعة من قلبي... فقد كنت الحنان والطمأنينة والسعادة والأمان...

تخرّجت من مدرستك بكل تفاصيلها وما تضمّنته من أخلاق وقيم ومبادئ.

أمي سأفتقد دعاءك لي... دعاؤك الذي كان عوناً لي و لأبنائي في حياتنا...

امي الغالية... رغم الفراق الموجع ستكونين معي دائماً، في دعائي وصلاتي وكل تفاصيل حياتي... الله يصبّرنا على فراقك ولكنه الرضى بأمر الله وقضائه.

إلى جنات الخلد يا أمي... اللهم ارحم أمي واغفر لها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة.

وكتب المحامي حسام... وأغلق باب من أبواب الجنة... لم أشعر بوجودها إلا بعد أن فقدتها... كانت مصدر التوفيق والنجاح والسعادة... نصائحها «الجريئة» كانت سبب الهداية إلى الطريق الصحيح... قسوتها «الحانية» سبب قوتنا... شدّتها أفرزت رجالاً... كانت تعرف ما بي من دون أن أفصح... لم تكن مجرد أم... كانت كل شيء... عندما سألوني عن سبب نجاحي كنت أقول «أمي»... مؤمن أنها بيد الرحمن الرحيم الآن... إنما ألم الفراق صعب فلا نبكي عليها... إنما نبكي على أنفسنا هل كفّينا ووفّينا في برّها والإحسان اليها...؟ نصيحة لمن أكرمه الله برفقة والديه أو أحدهما، اغتنموا الفرصة فما فات لن يعود ولو بكينا الدمع دماً... استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه يا أمي.

أما أنا فأقول... أمي الغالية... حاولت أن أبحث عن كلمات توفيك حقك فلم ولن أجد... كنت الدافع لي للدراسة والتعلم... كان حبك للعلم، وحثي المستمر على التعلم هو الدافع الأساسي لي... إصرارك على نجاحي كان ومازال وسيستمر... كانت نصائحك واضحة لي... التواضع قبل الشهادة... علمتِني أن الابتسامة في وجه المريض هي العلاج... كنت دائماً تقولين لي إن اهتمامك بمريضك يعكس تربيتي لك... أمي الغالية أنت مدرستي الحقيقية في الحياة... نصائحك ستبقى دائماً هي الطريق الذي أسير عليه...

أمي... بوفاتك افتقدت حكمتك ونصائحك السديدة.

رحمك الله يا أمي... كم صعب هو الفراق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي