No Script

مُدوّن ومصوّر كويتي يوثّق لحظات مهمة مرتبطة بالإرث العمراني

الهدم... حوّل الكويت إلى دولة حديثة النشأة!

تصغير
تكبير

- عبدالرؤوف مراد لـ «الراي»:
- أتوقع أن 95 في المئة من الشعب الكويتي لا يعلم بوجود متنزه الشيخ زايد
- أخطأنا بعد اكتشاف النفط في الكويت عندما هُدمت جميع البيوت القديمة
- لا توجد أي جهة داعمة لي... أجهز مادتي الإعلامية كاملة ثم أقوم بنشرها

اتخذ المُدون والمصور الكويتي عبدالرؤوف مراد، خطاً مختلفاً عن غيره عندما عشقت عيناه توثيق التاريخ الحديث في الكويت من خلال كاميرته التي لا تفارقه، خصوصاً أنه مهتم كثيراً بالإرث العمراني وكان شاهداً في أكثر من موقف على محوه.

خيار الهدم

«الراي» تواصلت مع مراد، الذي أعرب عن سعادته وهو يقوم بعمله الذي وصفه بالهواية، فقال «أنا مصور، وأزور بعض الأماكن في بلدي الغالي الكويت، وكذلك في بعض البلدان بالخارج التي غالباً ما أقوم بتصوير إرثها العمراني وتاريخها، لكن في فترة من الفترات، وتحديداً في العام 2018، قمت بزيارة إلى مجمع الصوابر السكني الذي كان يقع في منطقة شرق، وكان قد صممه آنذاك المعماري الكندي العالمي آرثر أريكسون عام 1979، وأذكر أن كان هناك نقاش يدور حول هدم المجمع تنفيذاً لقرار الحكومة لأسباب أمنية وصحية، كما صرحوا، وهذا النقاش فتح بصيرتي بشكل أكبر بأننا في الكويت لدينا الكثير من المباني المميزة التي تتعرض إما للهدم أو للإهمال التام على الرغم من أهميتها التاريخية ووجود إمكانية للحفاظ عليها وإعادة تدويرها واستخدامها مجدداً، لكن دائماً نقوم بالتوجه إلى خيار الهدم». وأضاف «من ذلك كله، بات عندي اهتمام أكثر حول زيارة المباني المميزة لغرض تغطيتها وتصويرها مع جمع المعلومات عنها، من ثم عرض تقارير مصورة حولها».

ضد إزالة المباني القديمة

وأكمل مراد «وثقت كثيراً من الأماكن القديمة التي تم القضاء عليها في الكويت، إما بإزالتها وإما بهدمها، إذ استطعت من خلال كاميرتي توثيق الحدث أولاً بأول، مثل تصوير (المدينة الترفيهية) قبل هدمها وبعده، و(سينما السيارات) التي اختفت، وهناك أيضاً أماكن أخرى كثيرة معرضة للإزالة في الفترة المقبلة، مثل المباني الواقعة في شارع فهد السالم، وشخصياً أنا ضد قرارات الازالة للمباني القديمة»، مشيرا إلى أنه «إن كانت هناك طريقة للحفاظ عليها فلماذا لا نطبقها؟ لأن جميع دول العالم تتجه إلى الحفاظ على خيار المحافظة على البناء، وهذا يرجع لأسباب بيئية، لأنه عندما تهدم – على سبيل المثال - 33 بناية سكنية مثل (الصوابر) بالطبع ستخلّف وراءها أنقاضاً بيئية ضخمة، كما أن إعادة بناء مبانٍ أخرى من شأنها أن تستنزف موارد بيئية أيضاً».

وتابع «عندما أشاهد هدم المباني أشعر بأننا نقوم بتحويل الكويت إلى دولة حديثة النشأة، وعندما تشاهد الكويت كلها باتت مباني حديثة واختفى القديم منها، حينها لن ترى الامتداد التاريخي الخاص بها.

نحن أخطأنا بعد اكتشاف النفط في الكويت عندما تم هدم جميع البيوت القديمة (بيوت الطين) ولم يبق منها اليوم سوى بعض الدواوين الموجودة حالياً على شارع الخليج العربي، وما زلنا مع الأسف مستمرين بهذا الخطأ من خلال هدم المباني التي تحمل إرثاً وتاريخاً، والتي تم بناؤها في حقبة الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات، بحجة أنها باتت قديمة ويجب تشييد أخرى حديثة (إنت بهالطريقة قاعد تدمر البعد التاريخي للبلد)».

زيادة الرقعة الخضراء

وعن زيارته لمحمية ومتنزه «الشيخ زايد» التي افتتحت عام 1989، قال «عرفت عن المحمية للمرة الأولى قبل سنتين تقريباً، عندما كنت أعمل على مشروع توثيق مدينة الكويت الترفيهية، وحينها حظيت بفرصة المشي داخلها واستمتعت بوقتي، وأتوقع أن 95 في المئة من الشعب الكويتي لا يعلم بوجودها (يمكن بس العاملين بالهيئة العامة للزراعة هم اللي يدرون فيها)، ففيها أشجار مميزة مثل شجرة الغار الإماراتية التي كانت إهداء من الراحل الشيخ زايد رحمه الله.

وقد سمعت كلاماً أن هناك مخططاً لضمها إلى مشروع المدينة الترفيهية الجديد للتوسعة، وهذا الأمر سيعرضها لخطر الإزالة، وهو أمر غير مرغوب فيه لأننا نسعى لزيادة الرقعة الخضراء في الكويت، ونشجع على التشجير، وخصوصاً أننا نعتبر بلداً صحراوياً (مادري هني شلون يفكرون الصراحة)».

مجرد هواية

وعما إذا كانت هناك جهة حكومية أو خاصة أو حتى أفراد يدعمونه، قال «لا توجد أي جهة داعمة لي (كله بجهود شخصية)، إذ لدي كاميرتي الخاصة التي أحملها معي أينما ذهبت، وأصور ما أريد بحسب قناعاتي، وأجهز مادتي الإعلامية كاملة من الألف إلى الياء، ثم أقوم بنشرها. وفي الأساس أنا موظف بقطاع الاستثمار والبنوك، ولست متفرغاً لهذا الأمر طوال الوقت (مخليها مجرد هواية) إذ أبحث عن المواضيع المتعلقة بالإرث العمراني، وبعدها أباشر تصويري».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي