No Script

من الخميس إلى الخميس

ضوءٌ سعودي... في أُمَّةِ الانتظار

تصغير
تكبير

في تاريخ صراع الإنسان مع المرض محطاتٌ مهمة، لعل أهمها حين تعرّف العلماء على مسببات الحُمّى، وتعرّفوا على الجراثيم، تعاملوا مع البكتيريا والفيروسات المسؤولة عن الحُمّى، تعاملوا معها بالمضادات الحيوية للبكتيريا واللقاحات للفيروسات.

هذا الدور العظيم الذي قام بها علماء العالم كان سبباً في إنقاذ ملايين من البشر بل وحماية مجتمعات بأكملها من الانقراض، وحين فاجأت جائحة فيروس كورونا العالم وقلبت موازين كل شيء، تسابق الباحثون والعلماء كعادتهم، تسابقوا في كثير من بقاع العالم لحماية البشرية من هذا الوباء العالمي، طبعاً نحن لم نُشارك في ذلك السباق، نحن كعادتنا أمة الانتظار في زمن الفخار، نتكلم ونفتخر ولكننا نُحسن الانتظار.

حلمت البارحة أن مجلس التعاون الخليجي، قرر بناء مركز للبحث العلمي في مدينة خليجية، الذي أفسد الحلم وجوهٌ كريهة تصرخ بجمل مكررة، أين العلماء؟ كم نصيب كل دولة؟ لماذا لا يكون في البحرين أو الكويت؟ الأصوات نفسها التي أفسدت حياتنا العلمية والثقافية، أصوات تُحسِنُ التشكيك ولا تؤمن بقدراتنا ولا بالعمل الخليجي الموحد، لو صمتت لخرجنا من طابور الانتظار.

لابد من الاعتراف أننا نملك جيشاً من مدعي العمل ومحبي الظهور، جيشاً تَسّلط ومازال مُتسّلطاً على حياتنا لا يهتم بالعمل الجاد ولا يُحسن اتقان العمل، هذا الجيش يجد دائماً من يبرّر له، ومن أجل ذلك تراه يزداد توسعاً ونزداد نحن تخلُفاً.

اليوم في الخليج بقعةُ ضوءٍ تضيء في المملكة العربية السعودية برؤية نَحْسَبُها صادقةً ونراها قويةً، أتمنى أن تطول هذه الرؤية مجال البحث العلمي، وأن نتعاون جميعاً حتى نحقّقَ بعض أحلامِنا التي يحاربها جيش المُدّعين وأعوانهم.

الحلم لا يَصْعُب تحقيقه، كل ما نحتاجه هو الثقةُ في أنفسنا وفي علمائنا، ونحتاج أيضاً القرار القوي والعمل الجاد المستمر.

أيها السادة لقد مللنا الانتظار!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي