No Script

قبل الجراحة

تسريبات

تصغير
تكبير

هل كل التسريبات تكون ذات وقع صادم على المجتمع...؟

أم أن الواقع غير ذلك تماماً... أي أن المجتمع على علم كامل بما جاء في هذه التسريبات، قبل أن يتم تسريب هذه المقاطع... وهذه التسريبات ليس فيها أي جديد... لكن بما أنها أصبحت مادة خصبة للحديث، فإن تهويل الأمر واجب، من أجل العمل الإعلامي... وأمور أخرى لها علاقة بالمصالح الشخصية.

كنّا نعتقد في السابق أن الدول التي نظامها مخترق، هي الدول الأكثر عرضة للتسريبات... الواقع أثبت خطأ هذه النظرية... فالناظر حوله يجد أن هناك دولاً تسيطر عليها أنظمة عرف عنها الشدة والصرامة قد حدثت بها تسريبات.

تعدّ التسريبات ذات أهمية قصوى، إن كانت لشخصيات مفكرة لها وزنها ومكانتها في المجتمع... وتكون غير ذات قيمة إن كانت التسريبات لشخصيات ليس لها أي وزن، أو شخصيات ليست ذات فكر... وربما تكون التسريبات لشخصيات كسبت مكانتها وراثياً ومالياً... أمّا فكرياً فهي ليس لها أي ثقل... وربما تكون لأشخاص تم تجربتهم في أكثر من منصب حكومي، فكان الفشل والتخبط أفضل إنتاجهم... لذلك ليس كل تسريب يعدّ ذا قيمة.

فما سُرّب لوزير الخارجية الإيرانية لم يكن صدفة... إنما لأهداف انتخابية داخلية وأهداف أكبر من ذلك «خارجية»... فوزير خارجية إيران عندما يتم تسريب محادثة له، فإن تأثيراتها لا يمكن تجاوزها بسهولة، حتى إن كان ما جاء فيها ليس بجديد على المتتبع للنظام الإيراني... لكن الجديد أن يصدر من منصب رفيع... والصادم هو أن يتم التسريب، الذي يعدّ حدوثه - في حد ذاته - داخل ايران ذا قيمة ومغزى أكبر بكثير مما جاء فيه.

باختصار ... ليس كل تسريب ذا قيمة، حتى وإن حاول البعض بكل أدواته... فالأحداث تثبت أن مكانة الشخصية الفكرية والثقافية والأهم مدى نجاحها في المناصب التي تولّتها هي التي تُحدد أهمية التسريب... حفظ الله الجميع من كل شر ووباء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي