No Script

أبعاد السطور

السعودية العظمى

تصغير
تكبير

سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية، خرج عبر لقاء خاص كان معه في برنامج الليوان، الذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر على قناة روتانا خليجية، مساء يوم الثلاثاء الفائت 27/ 4/ 2021، الساعة 11 مساءً، بمناسبة مرور خمس سنوات على انطلاق رؤية المملكة المستقبلية 20/30. تحدث سموّه عبر اللقاء عن الإنجازات السعودية التي تحقّقت خلال الخمس سنوات الأولى من رحلة الخطة المستقبلية لرؤية المملكة الشاملة 20/30.

عبر ذلك اللقاء تحدّث سمو الأمير محمد بن سلمان ما يقارب الساعة ونصف الساعة، ذكر فيه الكثير من الأرقام الاقتصادية التي تحقّقت، وأرقام أخرى منتظرة تسعى المملكة إلى تحقيقها في رؤيتها 20/30، وعبر اللقاء أيضاً تكلّم سموه باسترسال ودقة عن الكثير من النِسب المئوية والخطط الموضوعة والمراحل الزمنية التي وصلت إليها المملكة وأنجزتها في رؤيتها، وعن مواضيع أخرى كثيرة تسعى المملكة إلى تحقيقها وجميعها يصبّ في مصلحة الوطن والمواطن السعودي.

وبلا شك أن حديث سمو الأمير محمد بن سلمان في لقائه كان حديثاً عملياً واضحاً وشفّافاً لكل من شاهده، وليس بحديث مبهم بلا تخطيط وبلا أرقام وبلا أي رؤية مستقبلية.

وأظن أنّ من أهم النقاط الأساسية التي جاءت في ذلك اللقاء هو حديث سموه عن علاقة المملكة العربية السعودية بالإدارة الأميركية الحالية، حيث ذكر سموه أنه لا يوجد اتفاق تام نسبته 100 في المئة بين الدول في علاقاتها ببعض، ولابد أن يكون هناك اختلاف وتباين في علاقات الدول ببعضها ولو مثلاً 10 في المئة، وهو اختلاف طبيعي، وأن السعودية متفقة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بنسبة كبيرة جداً، قد تصل إلى أكثر من 90في المئة، وأن أميركا شريك إستراتيجي للسعودية منذ 80 عاماً، وهذه الشراكة لها أثر كبير على السعودية وعلى أميركا على حدٍ سواء، وأن السعودية ساهمت في تعزيز القوة الأميركية في المنطقة، من خلال عقد العشرة مليون برميل من النفط الرخيص بين السعودية وأميركا، الذي تكلفة إنتاجه من 3 إلى 6 دولارات، ولو أن هذا العقد النفطي ذهب إلى دولة أخرى مثل بريطانيا لجعل قوتها في نمو أكبر، وأصبحت أميركا في قوة أقل مما هي عليه الآن، وهذه الجزئية المهمّة من اللقاء أرجعت ذاكرتي إلى الاجتماع الذي عُقد بين وزير الخارجية الصيني ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في العاصمة السعودية الرياض في يوم الأربعاء 24/ 3/ 2021، والذي جاء بعده بفترة قصيرة تصريح رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين السيد أمين الناصر، في منتدى الصين للتنمية للعام 2021 الذي عقد عن بعد، أن تأمين احتياجات الصين من الطاقة هي من «الأولويات القصوى» لشركة أرامكو، التي كانت أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين في عام 2020، ولا يقتصر الأمر على الأعوام الخمسة المقبلة فحسب، بل على مدى الأعوام الخمسين المقبلة. وهذا التوافق السعودي الصيني يوضح حرص المملكة في إبراز حليف إستراتيجي لها جديد، وعدم اعتمادها كُلياً على علاقتها الإستراتجية بأميركا، وهذا الأمر بلا شك سيعطي الصين قوة إضافية بأن تكون أكثر استعداداً في منافسة أميركا على العديد من الأصعدة.

في يوم 31 يوليو 2020 كتبت مقالاً بعنوان (ريتزكارلتون كويتي)، باختصار تمنيت فيه أن يكون عندنا مثل سطوة وحزم وعقلية الأمير السعودي محمد بن سلمان، تجاه كل فاسد في الكويت وما أكثرهم، سواء من سياسيين أو تجار أو مسؤولين وغيرهم، وذلك لأن الأمور في الكويت في الآونة الأخيرة أصبحت شبه منفلتة، حيث إن نهب وسرقة البلد أصبح أمراً اعتدنا عليه وليس بغريب!

فالكثيرون أصبحوا ينهبون البلد ولا يُحاسبون إلا نادراً، وبعضهم يتم إيجاد عذر له يحول بينه وبين محاسبته وسجنه! والمضحك أكثر أننا في الكويت مُبتلون برؤساء حكومات، يُديرون مفاصل الدولة بالبركة لا خطة تنمية ولا رؤية مستقبلية، والمواطن المسكين- يا عيني عليه - شبع همّ وغمّ وحرقة بسبب إدارتهم التعيسة للبلد، حتى إن الكثير من الشعب أخذ يتلقّف الأخبار من دجالي السوشيال مديا... وكأنهم وكالات أنباء رسمية رغم أنهم ينسجون للمواطن الكذب والإفك على مدار الساعة!

نهاية المقال... اللهم اجعل لنا رجلاً مثل محمد بن سلمان يجعل من الكويت دولة عظمى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي