من المسؤول عن كارثة بغداد... «الإسطوانات» أم الفساد؟

الغضب يجتاح العراق إثر فاجعة مستشفى ابن الخطيب: عشرات الضحايا... ووزير الصحة ومحافظ بغداد إلى التحقيق

آثار الحريق في مستشفى إبن الخطيب (رويترز)
آثار الحريق في مستشفى إبن الخطيب (رويترز)
تصغير
تكبير

قرر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، وقف عمل وزير الصحة ومحافظ بغداد واحالتهما على التحقيق بعد الحريق - الكارثة الذي اندلع في مستشفى ابن الخطيب في بغداد، ليل السبت - الاحد واسفر عن مصرع ما لا يقل عن 82 شخصا وإصابة 110 آخرين، في بلد يعاني من نظام صحي متهالك منذ عقود.

وأفاد بيان رسمي «قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال جلسة استثنائية لمناقشة الحادث المأسوي في مستشفى ابن الخطيب (...) سحب يد وزير الصحة (حسن التميمي) ومحافظ بغداد (محمد جابر العطا) واحالتهما للتحقيق».

وبعد الحريق، تصدّر وسم «استقالة وزير الصحة» الكلمات المفتاحية على موقع «تويتر» في العراق.

وأكد الكاظمي، الذي أعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام، فتح تحقيق، ودعا إلى التوصل إلى نتيجة «خلال 24 ساعة».

وأعلنت الحكومة في بيان، أنّ الكاظمي عقد اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية والمسؤولين، وأمر في أعقابه «بإعلان الحداد على أرواح شهداء الحادث»، معتبراً ما حصل «مسّاً بالأمن القومي العراقي».

ونقل البيان الحكومي عن الكاظمي خلال الاجتماع الطارئ، أنّ «مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير لهذا وجّهت بفتح تحقيق فوري والتحفّظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكلّ المعنيين إلى حين التوصّل إلى المقصّرين ومحاسبتهم».

وشدّد على أنّ «الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرّد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمّل مسؤوليتها جميع المقصّرين»، مطالباً بأن تصدر «نتائج التحقيق في حادثة المستشفى خلال 24 ساعة ومحاسبة المقصّر مهما كان».

وذكرت مصادر طبية أن الحريق بدأ في اسطوانات أوكسجين «مخزنة من دون مراعاة لشروط السلامة».

وقالت إن الحريق سببه الإهمال، المرتبط في أغلب الأحيان بالفساد، في بلد يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة ومستشفياته في حالة سيئة وهاجر عدد كبير من أطبائه بسبب الحروب المتكررة منذ 40 عاماً.

وفي الساعات الأولى من صباح أمس، بينما كان عشرات من أقارب «30 مريضاً في وحدة العناية المركزة» في مستشفى ابن الخطيب المخصص للحالات الأكثر خطورة من الإصابات بـ «كورونا»، وصلت ألسنة اللهب إلى الطوابق العليا، بحسب مصدر طبي.

وذكر الدفاع المدني «لم يكن المستشفى يمتلك نظام حماية من الحريق والأسقف المستعارة سمحت بامتداد الحريق إلى مواد شديدة الاشتعال».

وأضاف أن «معظم الضحايا لقوا حتفهم لأنهم نقلوا أو حرموا من أجهزة التنفس الاصطناعي بينما اختنق آخرون بالدخان».

وأكد الدفاع المدني أنه تمكن من «إنقاذ 90 شخصاً من أصل 120 مريضاً وأقربائهم».

وبينما سارع رجال الإطفاء لإخماد النيران وسط حشد من المرضى والزوار الذين كانوا يحاولون الفرار من المبنى، قدم العديد من السكان مساعدة.

وقال أمير (35 عاما) لـ «فرانس برس»، إنه «أنقذ في اللحظة الأخيرة إخوته الذين كانوا في المستشفى».

وأضاف أن «الناس هم الذين أخرجوا الجرحى» من المستشفى.

ورأت مفوضية حقوق الإنسان الحكومية، أنها «جريمة» بحق «المرضى الذين أصيبوا بفيروس كوفيد - 19 ووضعوا حياتهم بين أيدي وزارة الصحة، لكن بدلا من شفائهم هلكوا في ألسنة اللهب».

وبعد ساعات من الحريق، أعلنت وزارة الصحة أنها «أنقذت أكثر من 200 مريض».

وتجاوز عدد الإصابات بـ«كورونا»، الأربعاء، المليون بينما بلغ عدد الوفيات 15 ألفاً.

وقد سجلت البلاد على الأرجح، بسبب أعمار سكانها وهم من الأصغر سناً، عدداً قليلاً نسبياً من الوفيات.

وتؤكد وزارة الصحة أنها تجري فحوصاً لنحو 40 ألف شخص يومياً، وهو عدد منخفض جدا في بلد يضم عددا من المدن التي يزيد عدد سكانها على مليوني نسمة وتشهد اكتظاظا.

ولتجنب المستشفيات المتداعية، يفضل المرضى بشكل عام تركيب عبوات أوكسجين في منازلهم.

وفي بداية مارس الماضي، أطلقت حملة تطعيم خجولة في البلاد التي ما زال سكانها الذين يتجنبون الكمامات منذ بداية الوباء مشككين جدا.

وأعلنت وزارة الصحة أنه بين نحو 650 ألف جرعة من اللقاحات المختلفة تسلمها العراق كلها بموجب برنامج «كوفاكس» الدولي، تم إعطاء نحو 300 ألف.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي