حملة «عزاء النساء» تشعل الحزن بعد جريمة صباح السالم
نون النسوة... مجروحة
الحملة، التي اكتسى تصميمها بلون الدم، لاقت رواجاً كبيراً، إذ عبّر المشاركون فيها عن ضرورة أن تتحول الدماء المهدرة لخطط عمل واقعية تحمي الكرامة وتوفر الأمن وتصون الخصوصية، مع المطالبة بتشديد الإجراءات تجاه كل من أطلق تهديداً لغيره وإخضاعه للفحص، لبيان ما إذا كان متعاطياً لمواد مخدرة أو مؤثرات عقلية، فإذا ما ثبت تناوله أياً من تلك المواد يكون التهديد في هذه الحالة بمثابة جريمة تستوجب إيقاف الشخص ووضعه تحت المراقبة الشرطية لحين إحالته إلى المحكمة أو اتخاذ تدابير تكون أكثر صرامة وقوة لحماية المجتمع وأفراده.
وبلغة التحدي، ارتفع الصوت بأن المرأة لن تسكت بعد اليوم، وخاصة في موضوع التحرش، الذي حين تتحدث فيه النساء يستهزئ البعض ويأخذه على سبيل السخرية، لتؤكد الجريمة الجديدة أن التحرش يؤدي إلى القتل علناً... بكل وحشية.
دانه فيصل مدوه: كل نساء الكويت تلقين طعنات في الظهر
قالت مستشار التسويق والعلاقات العامة دانه فيصل مدوه لـ«الراي»، إن «المغدورة تلقت طعنات أزهقت روحها، وفي الوقت ذاته تلقت كل نساء الكويت طعنات في الظهر أزهقت أمانهن»، مردفة بالقول «قصة فرح ليست قصتي، ولكن مصابها هو مصابي كمواطنة امرأة وكأم لابنتين... لا عزاء لنا». وزادت مدوه قائلة «هناك فرق بين الستر والتستر، فرق عميق جداً اعتدنا أن ندفن فيه الحقيقة والضحية».
نصائح مدوه الـ 12
كلمات مدوه التي سطرتها في أعقاب هذا الحادث، لاقت رواجاً وانتشاراً كبيرين، وتم تدولها على نطاق واسع. ومن بين تلك العبارات:
بما أننا نحن النساء نصف المجتمع ونلد ونربي النصف الآخر... فلنحاول أن نصلح ما أفسده دهر من الذكورية المسمومة ونجرب الآتي:
1 - لا تزرعي ثقافة الذئب والحمل الوديع في عقول أبنائك.
2 - لا تنزعي التراحم والثقة بتغليب طرف على الآخر.
3 - لا تعطي ابنك العذر مسبقاً بأنه عبد شهواته التي ينصاع لها وينطلق بحثاً عن فريسته.
4 - لا تسلبي ابنتك عزمها وصلابتها بتكرار الكذبة ذاتها أنها فريسة وأن كل رجل متربص وأنها ستسقط لا محالة.
5 - لا تشجعي ابنك على صون كرامة أخواته وامتهان كرامة الأخريات الحفاظ على عفة أهله واستباحة الأخريات.
6 - لا تطلقي له عنان اللعب لأنك قد أخبرته أن الدرة المصونة التي اخترتها له تنتظره في كنف أهلها حتى يشبع باللؤلؤ المنثور في أرض الله الواسعة.
7 - لا تغضي البصر عن جنوحه وتماديه في الاستبداد بحجة عدم كسر رجولته لينطلق في حياته وغداً بثياب رجل.
8 - مكني ابنتك لتكون معتدة بنفسها.
9 - احرسي حقوقها حتى يشتد عودها وتردع كل من يعتدي عليها.
10 - علميها أنها تستطيع حماية نفسها باتخاذ القرارات السليمة... هي لا تحتاج وصاية بل رعاية.
11 - قولي لابنك أنه سند وعون... قولي له أن الشهامة فيه أصيلة وأن الرجولة صدق الموقف والقول والفعل والنية مع الغريب والعدو والحبيب.
12 - ربيهم ليحترموا استقلالية الآخر وحرية الآخر وإنسانية الآخر وليصونوها كما يصونون أرواحهك... كفانا تغليب كفة على الأخرى فميزان إنسانيتنا قد اختل.
«نحتاج إلى تشريع يحميها قبل حدوث الاعتداء»
لولوة الملا: الكويت لم تعد آمنة للمرأة
أكدت رئيسة الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا، أن «الكويت لم تعد آمنة للمرأة... نعم نعزي أنفسنا وكل النساء في الكويت»، معتبرة أن «تكرار الجرائم البشعة ضد النساء في الآونة الأخيرة يثير الحزن والرعب، ومما يزيد من بشاعة هذه الجريمة أن هناك تبليغاً عن تهديد المجرم للضحية».
وقالت الملا «نحتاج إلى التعامل بجدية مع العنف ضد المرأة والرجل على السواء، ونحتاج إلى تشريع يحمي المرأة قبل حدوث الاعتداء وليس بعده فجميع القوانين الحالية هي لاحقة وليست سابقة».
وأضافت «نطالب بتشديد الإجراءات مع كل من أطلق تهديداً لغيره، وإخضاعه للفحص لبيان ما إذا كان متناولاً أو متعاطياً لمواد مخدرة أو مؤثرات عقلية، فإذا ما ثبت تناوله أي من تلك المواد يكون التهديد في هذه الحالة بمثابة جريمة تستوجب إيقاف الشخص، ووضعه تحت المراقبة الشرطية لحين إحالته إلى المحكمة أو اتخاذ تدابير تكون أكثر صرامة وقوة لحماية المجتمع وأفراده».
وتابعت «نناشد بأهمية تفعيل دور الشرطة في المخافر والتعامل بجدية أكثر مع البلاغات التي تردهم»، لافتة إلى أن «النسبة الأكبر من حوادث الاعتداءات والقتل التي جرت أخيراً يكون المجرم تحت تأثير المواد المخدرة والمؤثرات العقلية وهذه ظاهرة مقلقة ومرعبة». وناشدت المشرعين ومن بيدهم القرار أن «يتعاملوا بجدية مع هذه الظاهرة، وتكثيف الرقابة على تجار المخدرات لحماية الأفراد والمجتمع من هذه الآفة الفتاكة والجرائم المتكررة والمثيرة للقلق».
«نشعر بأنهن غير محميات وشكاواهن لا تؤخذ بجدية»
ابتهال الخطيب: أكثر ضحايا الجرائم من النساء
أوضحت الدكتور ابتهال الخطيب لـ «الراي»، أنه «رغم أن الجريمة قد لا تكون موجهة للمرحومة فرح بصفتها امرأة، فما زلنا نسمع تفاصيل كثيرة حول تلك الجريمة، نلاحظ أن أكثر ضحايا الجرائم عموما هن النساء».
وقالت الخطيب «نشعر في الفترة الأخيرة أن النساء غير محميات وشكاواهن لا تؤخذ بجدية والمخافر والشرطة التي نكن لهم كل الاحترام ونعلم مدى الضغط الذي يعملون فيه لا يأخذون الكثير من الشكاوى النسائية على محمل الجد». وشددت على ضرورة أن «يتم تعزيز القوانين ويتم تغيير صرامة وجدية التنفيذ وتغيير ايدلوجية التعامل مع الشكاوى، وخصوصا من النساء، وأن تكون هناك خطة لحماية النساء في الكويت لأن أغلبية الضحايا من النساء».
شيخة الجاسم: نحتاج انتفاضة مجتمعية ضد الاستقواء على المرأة
أفادت أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت الدكتورة شيخة الجاسم لـ«لراي» بأنه «بسبب كثرة الحوادث الأخيرة التي حدثت بحق النساء وقتلهن رأينا انتفاضة مجتمعية، ليس فقط نسوية بل من جميع شرائح المجتمع ضد الاستقواء على المرأة واستسهال قتلها، والذي ساعد على ذلك تخفيف العقوبات على القتلة».
وسألت «لماذا لا تؤخذ بلاغات النساء (حتى المحاميات) على محمل الجد؟»، لافتة إلى أن «انتشار المخدرات وأجواء الحجر ساهمت في تزايد حالات القتل والضرب والتعذيب والانتحار. نريد أن نرى امرأة رئيسة مخفر، وأن نرى الطاقم النسائي متوافرا بكثرة في المخافر، وليس فقط في داخل غرف التحقيق. نريد أن نسهل على المرأة الدخول للمخافر مع التوثيق وأخذ الأمور بمحمل الجد».
«بأي أمن وأمان نتباهى؟»
أروى الوقيان: لن نسكت بعد اليوم
قالت الناشطة أروى الوقيان، «حين تحدثت النساء عن موضوع التحرش، استهزأ البعض بالموضوع وأخذه على سبيل السخرية، واليوم تأتي جريمة القتل لتؤكد أن التحرش يؤدي إلى القتل علناً وأمام بناتها بكل وحشية... لن نسكت بعد اليوم». وأضافت «فرح ما زالت في مخيلتي، ارتعبت لفكرة أن القتل أصبح سهلاً لدرجة أن يتم في وضح النهار وأمام الناس... بأي أمن وأمان نتباهى؟».
لمى العثمان: السكوت... عار
أكدت الناشطة لمى العثمان، أن «جرائم قتل النساء، الناتجة عن الثقافة الذكورية التي تضخم من فوقية الرجل، وتمنحه حق السيطرة والاستبداد والتسلط على أسرته أو النساء في المجتمع، هي في كثير من الأحيان جرائم مسكوت عنها». وأضافت «استمرار جرائم القتل والعنف ضد النساء ما هو إلا نتيجة للتنشئة الاجتماعية وتقاعس وإهمال السلطات جميعها»، مضيفة «من أجل كل النساء اللواتي أُريقت دمائهن ارفعوا أصواتكم وأصواتكن برفض تهديد وقتل النساء.. فالسكوت عن هذه الجرائم عار وجريمة».
بثينة العيسى: أعجز عن التعليق
الكاتبة الكويتية بثينة العيسى لم تستطع القول لـ«الراي» أكثر من أن «الموضوع من البشاعة بحيث أعجز عن التعليق».
«يجب النظر بجدية في شكوى الضعفاء»
مريم المؤمن: أطباعنا تغيرت فـ ... اليوم قد يكون الأخ عدواً
ذكرت المحامية مريم المؤمن لـ«الراي» أن «في الفترة الأخيرة لاحظنا ازدياد جرائم القتل المتكررة، هناك أشخاص ضعفاء سواء أكانوا نساء أو رجالا يجب النظر بجدية في شكاواهم، فللأسف عندنا لا بد أن يكون هناك جريمة حتى يتم البحث والحماية».
وزادت «علينا أن نضع أيدينا في أيدي وزارة الداخلية والنيابة العامة لإيجاد الحلول لهذه المشاكل والصعوبات»،لافتة إلى أن«التركيبة السكانية قد تغيرت وأطباعنا وعاداتنا تغيرت، فاليوم قد يكون الجار أو الأخ هو العدو». وشددت على «ضرورة تطبيق السوار الإلكتروني بأسرع وقت وتطبيق أحكام الإعدام التي صدرت باسم صاحب السمو، والقضاء على الواسطات في التحقيق ونشكر وزارة الداخلية على ما تقوم به من جهود، لكن يجب إذا أصر الشخص على تسجيل بلاغ فلا بد من مساعدته، وعدم الاكتفاء بتسجيل تعهد، فليس دائماً الصلح خير».
ليلى الخياط: نريد التعيينات
في «الداخلية» مناصفة
بين الرجال والنساء شددت أستاذة الطفولة المبكرة في جامعة الكويت الدكتورة ليلى الخياط لـ «الراي»، على أنه «لابد من تعيين نساء في وزارة الداخلية بالمناصفة مع الرجال في كل مخفر ونيابة»، لافتة إلى أن «كثيراً من شكاوى النساء المعنفات لا تؤخذ على محمل الجد». وتابعت «لابد من إيجاد مراكز إيواء سرية للمعنفات والهاربات حتى لا يقعن ضحية لظروفهن»، مشيرة إلى أن «بعض الرجال يستغلون ضعف المرأة النفسي وكسرة أهلها، ومنهم بعض رجال الداخلية».