أبعاد السطور

تعليق كاذب

تصغير
تكبير

بُعدك واعتزالك كل ما يؤذيك جسدياً وروحياً وفكرياً، وعما يقع من مصائب وفضائح الناس، التي تنتشر عبر القيل والقال وعبر برامج وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم سماعك عنها ورؤيتك لها والخوض فيها... هو بلا شك نعمة عظيمة احرص عليها وتمسّك بها.

لقد اختلف الناس عمّا كانوا عليه في السابق، وأصبح الكثير منهم اليوم يتداولون في ما بينهم أحداثاً وأخباراً وفديوهات الشر والفضائح والحزن والكآبة، وكأنهم في سباق محموم، والمجد والنصر لمن ينشر تلك الأمور أوّل الناس!

جاء في كتاب الموطأ عن الإمام مالك أنه بَلَغَهُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَانَ يَقُولُ: لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَتَقْسُو قُلُوبُكُمْ، فَإِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ بَعِيد مِنْ اللَّهِ، وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ وَلَا تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ النَّاسِ، كَأَنَّكُمْ أَرْبَابٌ وَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَأَنَّكُمْ عَبِيدٌ فَإِنَّمَا النَّاسُ مُبْتَلًى وَمُعَافًى فَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلَاءِ وَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى العافية.

***

علّق أحد الذين يظن نفسه سياسياً في حسابه على برنامج تويتر، على صورة فوتوغرافية تم التقاطها من داخل البرلمان الكويتي، لمجموعة من رجال حرس المجلس، وهم واقفون حول المنصة بأن هذا الأمر يعتبر غريباً وعجيباً، وسابقة تاريخية لم تحدث من قبل في بلادنا، وهي أن ينعقد المجلس بحضور حماية عسكرية، وأن ذلك الأمر مضحك! ولقد خالف الواقع ذلك الشخص في تعليقه، فالذي يستعرض تاريخ البرلمان الكويتي سيعرف ويدرك ويتأكّد أن حضور حرس المجلس في ذلك اليوم وبالتحديد في تلك الصورة الفوتوغرافية لم يكن إلا أمراً مطلوباً وقانونياً ومستحقاً، وهو من صميم صلاحيات حرس المجلس، وليس فقط حول المنصة، بل في كل أرجاء وأروقة وزوايا المجلس، لكن ذلك الشخص صاحب التعليق اعتاد على تهييج الناس من فترة إلى أخرى.

شكراً كبيراً لرجال حرس مجلس الأمة على وجودهم وتفانيهم، ومحاولات ضبطهم للنظام والهدوء في تلك الجلسة المعنية التي شابها الكثير من الصياح وعدم المسؤولية وعدم التعاون من قِبل بعض النواب، كيّ تمر الجلسة بشكل جميل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي