ألوان

رسالة إلى الشباب الكويتي

تصغير
تكبير

أوجّه رسالتي تلك إلى فئة الشباب في الكويت، بعد أن وصلت أوضاعنا إلى الحضيض في شتى المجالات، ولست أتحدث هنا عن الوضع المالي للإنسان الكويتي، الذي ما زال جيداً مقارنة ببقية دول العالم، بل إن الكثير من الأمور باتت تنقصنا.

إن المجتمعات تتغيّر، وهذا أمر طبيعي في حياة الشعوب، إلا أن التغيّر قد يكون إلى الأفضل أو إلى الأسوأ، وتلك نقطة مهمة في حياة الناس في مجتمعنا البسيط.

إنني أشعر بالحسرة على الكثير من الشباب من الجنسين في الكويت، ومن الأمور التي تدعو إلى الحزن والغضب أن بعض الشباب يميل نحو بعض الأمور التافهة مثل الكماليات في حياته بدءاً من نوعية السيارة التي يقودها مروراً بماركات الملابس التي يرتديها وانتهاء بالجنوح نحو وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تؤثر بشكل سلبي في تكوين شخصيته وقناعته.

إنني لا أطلب من هؤلاء الشباب اقتناء سيارة قديمة تتعرض للأعطال الميكانيكية باستمرار، بل أدعوهم إلى الاقتناع بأن السيارة ما هي إلا وسيلة نقل مناسبة ومريحة وفق قوانين المرور، كما لا أدعوهم إلى عدم ارتداء ملابس غير ملائمة بل إنني أفضل أن يكون الملبس نظيفاً ومتناسقاً، انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي و«الذرابة الكويتية»، بعيداً كل البعد عن التكلف وارتداء ما هو غير مناسب، أو كل ما هو شاذ، كي يكون حديث الناس في الشارع، كما لا يهمّنا ما هو نوع هاتفك النقال بقدر ما يهمّنا كيف تستخدمه؟!

وما يلفت انتباهي بين فئة الشباب التباهي بكل ما هو غربي وغريب عن بيئتنا الإسلامية والعربية والكويتية الأصيلة، ولا أحب أن يتطاول بعضهم على كبار السن بشكل عام، وعلى الوافدين بشكل خاص.

كما لا يروقنا كشعب كويتي الانشغال بأمور تافهة في الحياة مثل كرة القدم محلياً وعالمياً والأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية خصوصاً في شهر رمضان المبارك، علماً بأننا متخلّفون كثيراً في كرة القدم التي باتت صناعة متكاملة، وكذلك السينما التي يجب أن تقدم ديننا وثقافتنا للآخرين، في وقت تشن هجمات شنيعة على الدين الإسلامي لتشويه حقيقته، أما المسلسلات التلفزيونية التي تقدّم في شهر رمضان المبارك فإنها لا تحمل إلا قضايا سخيفة، حيث يتم صرف الأموال الطائلة على إنتاجها.

لا أقول إن الشباب كافة هكذا، بل إنني أعلم أن هناك شباباً جادين من الجنسين بيد أنهم أقلية، ولا أقول لكم بأن الشباب في الماضي كانوا أفضل منكم فهذا ليس صحيحاً، فهناك من هو أسوأ منكم إلا أن المسألة نسبة وتناسب.

إنّني أوجّه كلامي بتركيز كبير إلى الشباب لأنهم عماد المستقبل الذي سيحمل الراية التي حملناها من قبلهم، بكل ميزاتها وعيوبها وهم الذين سيقودون المستقبل من دون غيرهم.

إن العلم هو المنقذ لنا كمجتمع وكأمة، كي نلحق بالعالم الذي سبقنا في المجالات كافة، لذا فإننا كنا وما زلنا نعتمد على غيرنا في الكثير من الأمور، كما أننا نستورد كل شيء متطوّر في الدولة إلى جانب استيراد الكماليات، لأننا ما زلنا ننتمي إلى الشعوب الاستهلاكية.

إن العلم مهم لكل شعوب العالم خصوصاً دول العالم الثالث التي نجح بعضها في أن يصبح متطوراً ومتقدماً على مثيله في الدول الأخرى، مثل سنغافورة وماليزيا وتركيا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي