الأبعاد الثلاثة

دماء وطن

تصغير
تكبير

تحلُّ علينا هذه الأيام الذكرى السنوية لفاجعة تفجير مسجد الإمام الصادق في وطننا الحبيب، والذي راح ضحيّته كوكبة من المصلين الساجدين الصائمين من الشهداء الأبرار والمصابين.

لا لشيء وإنما بسبب فكر تكفيري أعوج استباح الدماء والأموال والأعراض، فهذا الحادث وغيره من الحوادث - لا قدّر الله - قد يقع في الكويت أو خارجها.

في ذلك اليوم سقطت دماء أبناء الوطن على أرض الوطن، ورسم أبناؤه حاكماً وحكومة وشعباً لوحة، بل ملحمة وطنية بدأت بحضور الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - إلى موقع الحادث فور وقوعه، إلى الحضور الكثيف للمواطنين والمقيمين والمسؤولين في مراسيم التشييع المهيب لجثامين الشهداء المغطاة بعلَم الكويت في المقبرة، إلى إقامة مراسيم العزاء في مسجد الدولة الكبير بحضور كبار المسؤولين بالإضافة إلى أهالي الشهداء.

كانت تلك الملحمة الوطنية، رصاصة في صدر كل محاولات إثارة الفتنة التي دأب الفكر التكفيري الشاذ أو الفكر الإقصائي الديني المتطرف على إشعالها في المجتمع الكويتي، وما زال عبر أدواته، والتي للأسف الشديد مستمرة في بث سمومها في المجتمع سواء عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بعض الندوات والحلقات التدريسية، بل ربما تصل إلى بعض المناهج التدريسية.

وبهذه المناسبة يجب التذكير بأن مواجهة هذا الفكر وخلاياه النائمة لا تقتصر على الجانب الأمني، وإنما تتعدى إلى خلق ثقافة مجتمعية متكاملة، مبنية على التسامح والمحبة ووحدة المسلمين بسنّتهم وشيعتهم، تحت مظلة الوطن بدستوره وقوانينه، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والإعلام ودور العبادة وغيرها من مؤسسات حكومية ومدنية، لحماية عقول المجتمع من التشدّد والانحراف والعنصرية والتكفير.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي