No Script

«كانت تقول لي (بكرا بنطلع عالبيت) ولم تستسلم أبداً»

وسام الأمير لـ «الراي»: فقدتُ مصدر قوّتي... برحيلُ ناريمان عبود

تصغير
تكبير

- صحة ناريمان أخذت بالتراجع يوماً بعد يوم... ولم تكن تصدّق أنها يمكن أن تموت
- عانت من «كورونا» 18 يوماً
- ضميري مرتاح لأنني طوال رحلتي معها لم أرفض لها طَلَباً

أكد الملحن اللبناني وسام الأمير في حديث مع «الراي» أنه لا يصدّق حتى الآن أن زوجته ناريمان عبود قد رحلت عن الحياة، موضحاً في الوقت نفسه أن عليه أن يكمل حياته كما كانت تحبها، وخصوصاً أنها كانت مثالية في فنّها كما مع عائلتها.

ناريمان عبود التي رحلت ضحية «كورونا»، لم تكن تعاني أي مرض، كما يوضح الأمير، مضيفاً أنها كانت تنتظر عودتها إلى البيت قبل أن يغدر بها الفيروس، تاركة وراءها زوجها وولدين.

الأمير قال إن زوجته اعتزلت الرقص بملء إرادتها وبالتوافق بينهما كي تهتم ببناء بيت وأُسْرة، وعندما قررت العودة لم تسمح الظروف بذلك، مضيفاً أنها ضحّت بفنها من أجل بيتها.

* كيف لمستَ ردّ فعل الوسط الفني والإعلامي حيال وفاة زوجتك الراحلة ناريمان عبود والذي عكس شخصيتها المتسامحة والودودة؟

- التعاطف كان كبيراً مع وفاة ناريمان، والكل شاهَدَ وسمع وتابَع ذلك.

المحبة لا يمكن شراؤها بل هي تُزرع، وناريمان وأنا كنا شخصاً واحداً والمَحبة التي زرعتْها تنعكس عليّ والعكس صحيح.

نحن لمسنا حجماً كبيراً من المحبة بعد الحدَث الأليم الذي أصابنا.

رحيلها كان فاجعة حقيقية ونحن نحتاج لوقت طويل كي نتجاوزها.

ومع الوقت لن ننساها، بل سنعتاد على التعايش مع الوجع والذكرى والعذاب.

إنه نصيبنا وهي مشيئة الله ولا يمكننا أن نغيّرها، وضميري مرتاح لأنني قمت بكل ما كان مفترضاً أن أقوم به وزيادة، وضميري مرتاح أكثر لأنني طوال رحلتي معها، لم أرفض لها طلباً، حتى إنني أقسم بذلك.

أنا متضايق جداً، لأن ناريمان كانت مصدر قوّتي وتعطيني طاقة إيجابية، وكانت تقول لي «أنت فنان كبير اعرف قيمتك. افعل كذا وكذا». أنا متأثّر كثيراً لغيابها لأن موتها كان مفاجئاً وصعباً جداً.

* هل كانت تعاني مَرَضاً ما أم أن «كورونا» هو سبب وفاتها الوحيد؟

- ناريمان لم تكن تعاني أي مرض، وهي رياضية من الطراز الرفيع، تحافظ على صحتها ولا تشرب ولا تدخن، وأكلها صحي جداً. لا دهن ولا طعام مقلي وكنا نعيش في البيت وكأننا في المستشفى، بسبب حرصها الكبير على صحتنا.

* وهل كانت مناعتها جيدة. إذ كثيرون أصيبوا بـ«كورونا» وعادوا واستردوا عافيتهم خلال أسبوعين؟

- لا يوجد سبب صحي أثّر على موتها والأطباء يعرفون ذلك.

«كورونا» يصيب الناس بعوارض مختلفة، وهناك أشخاص أصغر من ناريمان في السنّ قضى عليهم «كورونا»، وآخَرون في الثمانين من عمرهم تجاوزوها. إنه نصيبنا أن نعيش الوجع والحرقة.

* ما الفترة التي عانت فيها خلال إصابتها؟

- 18 يوماً.

* وكيف تأزمتْ حالتها وما العوارض التي أصابتْها؟

- صحتها أخذت بالتراجع يوماً بعد يوم، ولم تكن تصدّق أنها يمكن أن تموت.

كانت تقول لي «بكرا بنطلع عالبيت»، ولم تستسلم أبداً.

* هل احتاجت إلى جهاز للتنفس؟

- في البداية لم تحتج إليه أبداً، بل في الأيام الأخيرة فقط.

* لا شك أنها كانت صدمة لك وللأولاد؟

- بل فاجعة كبيرة.

* أشرتَ إلى أن ضميرك مرتاح وفعلتَ كل ما كان يتوجب عليك فعله. ماذا تقصد؟

- العلاقة بيننا كانت أكثر من جيدة وكنا محسوديْن من الوسط الفني.

لم تنتشر علينا يوماً أي أخبار سيئة. كنتُ فخوراً بها وأرفع رأسي وأنا أسير إلى جانبها.

ناريمان قدوة ومثالية في كل شيء.

* وهي اعتزلت الرقص من أجلك؟

- في بداية زواجنا اتفقنا على أن تتفرّغ للبيت والعائلة، إذ يفترض أن يتواجد أحدنا في البيت.

أنا لم أفرض عليها الاعتزال، والاعتزال حصل بالتوافق بيننا، على أن يستمر لفترة من الزمن وبعدها تعود الأمور إلى طبيعتها السابقة.

ولكن الظروف العامة والأوضاع الفنية لم تسمحا بذلك.

وبعد كل الذي قدّمتْه والبصمة المشرّفة التي تركتْها، لم يكن ممكناً إلا أن تعود بطريقة لائقة. قبل عامين طرحت فيديو كليب، على أساس أن تعود مجدداً إلى الساحة الفنية، ولكن الظروف في لبنان عاكَسَتْنا.

* كم قدّرتَ لناريمان اعتزالَها، خصوصاً أن الفنانات يرضين بالطلاق ويرفضن الاعتزال؟

- قدّرتُ موقفها كثيراً، وكل الناس مثلي.

لذلك كان هذا الكمّ الكبير من المحبة تجاهها.

هي كانت مثالية في الفن وفي العائلة، وتركتْ أغلى شيء عندها والتزمتْ ببيتها وعائلتها.

* ناريمان كانت مصدر إلهامك، كيف ستكمل حياتك بعدها؟

- سأعيش الحياة وأتصرف كأنها لا تزال موجودة، وسأكون كما كانت تحبني أن أكون.

لديّ إيمان بأنها ترانا من فوق وتفرح لفرحنا وتحزن لحزننا.

* هل تقبّلتَ موتها أم تشعر بأنها موجودة في البيت؟

- لم أتقبّل موتها، بل أشعر بأنها في البيت. كل البيت وتفاصيله كان يقوم على أكتافها. أحاول أن أكون قوياً أمام الأولاد وأستمد منها المحبة والايمان والصلاة والعناد والمقاومة، كي تظل راضية علي وعلى العائلة التي أفنت عمرها من أجلها.

أتمنى أن يمدّني الله بالقوة كي أكون كما كانت تريدني.

* وكيف كانت تريدك أن تكون؟

- كانت تريدني ناجحاً دائماً وفي الصفوف الأولى وألا أستسلم وأن أنتبه على أولادي.

المشوار سيكون صعباً من دونها ولكن سأكمله.

* كم ولد لديكما؟

- صبيان. الكبير في الـ22 من عمره وهو أنهى دراسته الجامعية وسأرسله إلى كندا، والصغير في الـ16 من عمره وهو في المرحلة الثانوية.

* كيف يعيشان من دون أمّهما؟

- يشعران بالوجع والألم. ولكن الحياة لا بد وأن تستمر، وسنحاول أن نوجِد من الضعف قوة.

* هل يمكن أن تتزوج من بعدها؟

- هذه الخطوة مستبعدة في الوقت الحالي والمنظور. ما دمتُ قادراً وقوياً لا يمكن أن أتزوج من بعدها، وفي حال خطر لي أن أتزوج في يوم من الأيام، قد أفعل ذلك عندما أشعر بالتعب وعدم القدرة على الاستمرار.

* هل خَصَّصْتَها بعمل فني؟

- نعم، هناك أغنية عن روحها طرحتُها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام.

ناريمان موجودة في كل الأعمال التي سأنفّذها مستقبلاً. هي لا تزال تعطيني الوحي.

* هل تحلم بها دائماً؟

- نعم. وأراها ترتدي الأبيض، تضحك وتغمض عينيْها ومرتاحة وترْبت على كتفي.

* للفترة المقبلة ماذا تحضّر؟

- قبل إصابة ناريمان بـ«كورونا» كنت أجهّز أغنية لراغب علامة، وألبوم تراتيل لفارس كرم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي